الخميس، نوفمبر 10، 2005

بتر

الكتابة لعنة, وحين يكون لديك ’قضية‘ فإن لعنتك تكون ’ألعن ‘ .
****


تكتب كي تمارس الحياة, هذه العبارة ليست مجازا بالمطلق, أنت تكتب , كي تعيش متوازنا, كي تستعين على حساسيتك المفرطة تجاه الأوجاع اليومية, وعن عدم قدرة قلبك على احتمال وطأة الفرح المفاجئ الذي يختبئ في زهرة شتوية, وضحكة ولد, وقبة قميص نسائي مفتوح على نصف نهد وعمر كامل من الاحتمالات
***

ثم: أنت لا تكتب كي تترفع عن الآخرين, كي تمارس الإنعزال, أنت لا تكتب كي تتفرج
من فرط الكتابة يتملك الوهم بالرسالية, هل هذا كله وهم؟ لا أدري

***

اليوم كنت على موعد مع
هذا الرد وأصبت بالدهشة:
هل السخرية, كقناع آخر للخجل والإرتباك أمام الآخرين, أداة مشروعة؟

اكتشفت بديلا آخرا وجميلا وانتحاريا: بدلا من أن تجرح الآخرين, إتركهم وامض. باستطاعتك دائما أن تبني بيتا غير هذا البيت, باسم آخر, وبقناع آخر
سيتطلب الأمر وقتا يتطاول ويوغل في الاستحكام وراء أقنعة جديدة, هذا ضروري كي تواصل الكتابة, الضرورية كي تواصل الحياة

روزاليندا, كائنة من كنتِ, شكرا لمرورك في مدونتي. لكن مرورك هذا يستوجب البتر, الآن, هنا, حتى لا يطير الدخان :)
إذا, هذه تدوينتي الأخيرة هنا
الرب أعطى
والرب رجع بكلامو وطلع ولد صغير
فليكن اسم الرب مباركا

تحرير: أي مين هاي "روزاليندا" أنا التاني ؟؟ المقصود أزميرالدا





الجمعة، نوفمبر 04، 2005

عشبة




"he could find the good" by Aaron Jasinsky


سميح شقير: عشبة

شعر: سليم بركات




عشبة في حطام المراكب
جمرة في صحارى الكلام
لا إله يضيء الخرائط
لا شواطئ فيها ننام
هكذا ننتهي:
وجع في ثنايا الرخام
مسّنا هاجس الغائبين
فارتكبنا السفر
نحن لسناأنينا
أو بقايا شجر
نحن هذا الزحام
في سماء البشر
خالطتنا الوحوش
والطيور الرقيقة
نحن بدء الذهول
وجنون الحقيقة
عشبة
في حطام المراكب
جمرة
في صحارى الكلام
هكذا ننتهي:
وجع
في ثنايا
الرخام



الشكر موصول ل"زرياب" على الأغنية
http://hazayan.blogspot.com

الخميس، نوفمبر 03، 2005

عاشت الذكرى





سميح شقير: صلي لنا

الأربعاء، نوفمبر 02، 2005

مسرور يمارس الحب.
























لوحة متواضعة مرفوعة إلى مقام الإخوة حماة الوطن: المخابرات


إننا ننسى أن السَجَّان هو، بصيغة ما، سجينٌ: إنه سجينٌ بلا أُفُق، ولا يحمل
أيّ رسالة، وإنّ ما يبحث عنه ليس هو تحقيق حريته وإنما منع الآخَر من أن يكون
حُرّاً، إنه ضحيةُ نفسِهِ. السَجَّان لا يستطيعُ الغناءَ لأنه يَجهلُ كلَّ شيء عن
الكآبة، إنّه لا يملك، لا الندَم إلى السماء ولا الحنين إلى البحر. أما السجين،
فبالمقابل، يُغَنّي، لأنّ الغناءَ وسيلتُهُ الوحيدةُ للإحساس بِوُجودِه الخاصّ
والبرهنة عليه. وهو في أعماق نفسه يُحِسُّ بأنه أكثرُ حريةً من سجّانِهِ الذي لا
يَملِكُ وعياً بحريته الخاصة وبعزلته الخاصة. إنّ دور الشِّعَر هو أن يمنَحَنَا هذه
القوة، بالرغم من أنها تَخَيُّلِيّة.
محمود درويش

مسرور يمارس الحب





يشعل مسرورشمعة, يشم الوردة التي على الطاولة. يمرر طرف بتلاتها على شفتيه.(عيناه الآن مغمضتان).
يشتاق مسرور إلى رائحة الخبز تتخلل خياشيمه, فيجهش بالذكرى: بيت من طين, وأم تمد يديها في الطابون, وقمر يضيء الطريق المفروشة بأغمار السنابل. مسرورالآن شاعري جدا.
يعيد مسرور الشاعري الوردة برفق إلى الكأس الذي يرتجف من الرعب.
يستل مسرور الشاعري سكينه, ويمدد قالب الخبز على الطاولة, حد السكين يلمع في الظلمة, يزيل برأس السكين غلاف النايلون عن الكتلة البنيّة التي لها رائحة الحطب والتراب.

(مسرور الشاعري يشعر بالطمأنينة )


يغمد مسرور الشاعري (الذي تجتاح قلبه الطمأنينة ) السكين في قلب قمح الضياع الفقيرة المحروق على شكل مستطيل محايد, وينتزع جلدها.
يلوك مسرور الشاعري, جسد الحقول, يقطع مثلثا من الجبن الهولندي ويتناوله بشفتيه من رأس الخنجر .
يفكر مسرور-الشاعري (المطمئن): هذا الليل تنقصه حلمتان تنتفضان فتضيئان العتمة, يفكر مسرور:

لو أنني أكتب قصيدة

برعب شديد, يلملم مسرور الشاعري (المطمئن) الفكرة التي انداحت أمامه كمساحة من الدم المسكوب الذي يأخذ مداه, ويحرقها قبل أن يذر رمادها في صفيحة القمامة, وهو يتطلع من شباك الغرفة بعينين قلقتين.


قصيدة!


أي شيطان ألقى في جمجمتي هذه الفكرة- العاهرة!

أصير من أعداء الوطن ؟

فشر! , قال مسرورالشاعري الذي ينقّط طمأنينة, ينتفض حين تجتاحه حمى حب الوطن ..

يتذكر مسرور, المطمئن والشاعري, أعداء الخليفة المتربصين بالوطن ويكتبون الهرطقة.

وجه العدو يلمع الآن في ذاكرة "مسرور" :
العينان الحمراوان في العتمة, والأسنان التي تنتشر عشوائيا على الأرض الإسمنتية, الجسد المبلول, رائحة الجلد المشوي بالكهرباء. و مسرور , الشاعري, الوطني, يعبث بالمقبس وينتصر للوطن الذي يمتد عاريا ومقلوبا على بطنه تحت الخليفة.
ينظر مسرور في حدقتي العدو المحمرتين, يشاهد إمرأة , جسدها أسمر كرغيف خبز, تتمدد عارية في العينين.

يندهش المواطن مسرور(القلق من فكرة القصيدة), يتملى الجسد الذي ينتفض كعصفور تماما في وسط حدقة الشاعر الزنديق.
مسرورالشاعري, شاعري إلى أقصى الحدود الآن, هو يشعر الآن بالإنتصاب, وهو يشتهي المرأة التي في عيون الشاعر الخائن, يتقدم منه ..
يقحم إصبعه في العينين , يخرج إصبعه المبلول: المرأة لا تريد الخروج!
مسرورالشاعري, المفعم بالطمأنينة غاضب الآن
كيف!! كيف تخصب الحقول, لماذا تتعرى النساء أمام الخونة! يتساءل مسرورالشاعري, المطمئن, القلق, الوطني, الغاضب

يفكر مسرور: زانيات!

يواصل مسرورالشاعري المفكر, الذي يحس بالطمأنينة, الوطني, وأصابعه تداعب مفتح الكهرباء, رغم شعوره بالقلق, عمله بغضب شديد
يطلب من الجسد المصلوب ذي العين المفقوءة أن يغنّيِ للخليفة

غنِّ, قلت لك, قال مسرورالشاعري, المفكر, الوطني


الجسد الظل, يحدق بالعين الباقية بصلعة مسرور, بكتلة عضلاته, يفكر بالقمح, وبإمرأته البعيدة, و بالخليفة الذي يحرق الحقول ويسبي النساء, يتساءل الجسد الصامت: عندما تصعد الخضرة في نسغ الشجر, والفرح في الشوارع والأطفال في الأغاني المدرسية, هل ستكفي عيني الواحدة لرؤية هذا كله؟

مسرورالشاعري, يتفجر غيظا وطنيا أمام كتلة الصمت المصلوبة , والتي لها عين حمراء واحدة

غنِّ!!
لماذا لا تغنّيِ ؟؟
غنِّ, قلت لك
غنِّ
لماذا لاتغنِّي
غنِّ

الثلاثاء، نوفمبر 01، 2005

فوضى





كيف للأحلام أن تهطل على سرير لا يملك الحد الأدنى من مقومات الفوضى ؟


غرفتي, 1 تشرين 2005

الاثنين، أكتوبر 31، 2005

هي أغنية,, هي أغنية



نوقد لك في محراب القلب شمعة

قيدوا شمعة يا أحبة ونورولي

رمشتين من رمش عين وبيندهولي

من هنا, سكة ملامة

من هنا

سكة ندامة

سكتين, يالله السلامة

أمشي فين, يا ناس قولولي

قيدوا

شمعة

ونورولي

كراسة رسم







1
أسود

يبتسم الولد ذي الشفتين اللتان تبدوان كقطرتي ندى, يضحك حين يحمله الرجل الذي يشبه دبا ضخما طيبا.
يمد الولد كفه الوردية اليمنى نحو ثدي الرجل, فيفر عصفور داخل صدره الذي يشبه جلد غوريللا مكسوة بالشعر.

الرجل, يحدق في عينين أصغر من قطرتي عسل, يضع اصبعه على شفتي الطفل الذي يثغو.. ينظر الرجل الى معصمه الأيسر: " حان وقت العمل".

يضع الطفل في مهده الخشبي فوق الأرض الباردة المفروشة بالحصير, يقبله ويربت على كتف الأم الساكنة التي تحيك الصوف أمام الموقد.
يضع قلبه في الخزانة, يرتدي, تحت معطفه الأسود, جرزة صوفية مثقوبة من جهة القلب , ثم يغلق الباب بهدوء كي لا يزعج الملاك الذي نام للتو.
"مسرور", سياف الخليفة, يذهب الى عمله, كعادته منذ سنوات!!

***


2
رمادي

هذه السيجارة, لن تستطيع ادفاء صدرك, ذاك المستباح أمام الشحاذين, ورئيس شرطة المدينة, و الأبناء المراهقين لتجار الذهب والصيارفة.
لم تعد تستطيع إدفاء صدرك يا امرأة تفرك جلدها عند حمّام الفجر البارد بخرقة تكاد تمزقه لكي تستطيع النوم وفي مسامها رائحة أخرى غير رائحة لعاب الزبائن الليليين.
لن تدفع الصقيع عن صدرك, تلك الجمرة الصغيرة, يا امرأة الشوارع المظلمة كقلب لا يطرق بابه سوى السكارى و زبائن الفجر البارد, فتعالي الي أنا؛ بائع الزهور الذابلة الذي يرش ايامه على الرصيف المقابل لرصيف الداعرات وهو يصفر أغنية طويلة وحزينة كالعمر الذي أمضاه في زحمة المدينة التي يشبه لونها رماد سيجارتك.


***

3
أحمر

تحت الحجر, زرعته, ذلك الحجر الذي يكاد ينشق عن وردة حمراء كهتاف الصبية في مظاهرتهم الأولى, كشهيق الشهيد الأخير, وكبرقوقة تشعل الظهيرة تحت عش السنونو, تحت الحجر تماما, في تربة رطبة حبلى بعشب السنين القادمة الذي سينام عليه عاشقين في زمن آت.
زرعته تحت حجر, لم يكن لدي الوقت الكافي لألفه برسالة عاشقة, ولم يُبقِ لي الرصاص الذي يثقب الهواء والصباحات والأفئدة شهيقا كافيا كي أزيل عنه الصدأ
تحت الحجر زرعته, تماما تحت الحجر, حيث ستسندين رأسك ذات ليلة وتنظرين نحو النجوم وتعُدين الأيام التي تبتدئ من حيث قدميك وتمتد حتى تتخلل مفرق شعرك, وتصير في ليل المساكين نجمة.
هنالك, تحت الحجر, حيث العشب الذي يشق رحم التراب صهيلا صاعدا نحو نحر الشمس وأفراح الغلابا و أعياد العنب
يا التي كنت ساعشقها يوما
ضعي أذنك على العشب يوما, لأجلي, ستسمعينه من تحت الحجر, كجناحي يمامة, يخفق .

***

4
أبيض

غيمة فوق الأرض, تلد حمائما, وتتشكل أمام عيني الطفل : غزالا
غيمة بيضاء فوق الارض, تستولد الأغاني, فيسيل منها الندى على أسطحة البيوت المعشوشبة فوق حكايا الجدات اللواتي تلمع أعينهن كالخرز في الشتاءات قرب الأطفال الذين يعاندون النوم
غيمة بيضاء تسيل من قنبلة الغاز تتخلل جرزة الصوف, والجلد الطري, والعينين اللتان ترعيان في السماء, سكينة قطيع الغزلان الشاردة
غيمة بيضاء, تبتلع جسده الساخن الداخل توا في حلق الموت, وفي عينيه صورة لغزال سارح في زرقة السماء

***

5
أزرق

كالبحر, ينفتح الأفق أمام عينيه, فيغني عن سور عكا موالا طويلا كليل العسكر
"عكا فرس من موج
عا شطّ البحر
عكا إسم للطير والأفراح
وما غنّى العمر"

تحاصر أغنيته الحشرجة, فيشعل لفافة التبغ المغموسة بعبق البحر, وينفث روحه في المدى طيرا يحلق في سماء الشعوب

"عكا, فرس
عصفور طار فوق الحدود
رغم الحرس
عكا بحر
عكا جبل
عكا عمر جاي
عكا. أنا
موال أزرق, ميجنا
كيف اللي حاصر أو دخل
لبيوتك البيضا.. رحل
كيف اللي عمره ما انكسر
ع بوابك الخضرا انكسر "

على الشاطئ المكسور بالسور الصخري, يصفر أغنية عاشقة حزينة, ويطير نحو المدى, قفزة حرة نحو الصخور والرذاذ ومزق الأشرعة . صوت مكتوم لا يكسر عادة البحر اليومية, والجمجمة التي انكسرت فاندلقت منها الأغاني غاصت في زرقة البحر صرخة مكتومة لن يسمعها أحد.


***
6
أخضر



تلحسوا طيزي, إنتوا ما صدقتوا ؟ :)




أما أنت يا مقيم الصلاة, أعطيها بتعطيك

السبت، أكتوبر 29، 2005

بلادٌ على أُهبةِ الفجرِ


هنا, عند مرتفعات الدخان, على درج البيتِ
لا وقت للوقتِ,
نفعلُما يفعل الصاعدون إلى اللهِ:
ننسى الألم

الألم,
هو: أن لا تعلّق سيدة البيت حبل الغسيل
صباحا, وأن تكتفي بنظافة هذا العَلَم

بلادٌ على أُهبة الفجر,
لن نختلف
على حصة الشهداء من الأرض,
هاهم سواسية
يفرشون لنا العشب
كي نأتلف
محمود درويش: حالة حصار

الجمعة، أكتوبر 21، 2005

هفففف

ونزلنا عن "السجرة"... أخيرا
http://arabblogcount.blogspot.com/2005/10/blog-post_112923341604442731.html#c112940211550088255

الأحد، أكتوبر 16، 2005

مفازة تخضرّ تحت المعطف الكابي


الصورة المرفقة


الصورة تصميم قديم ل"روعة"


هذا الرجل, ذو المعطف الكابي الطويل, والحدقتين الواسعتين كقلب, لو كان وطنا, لكانت جماهير دمه لا تتوقف, الآن, عن الانتفاض.
هذا الرجل, ذو الذقن الشائكة التي تشبه مفازة تملؤها شواهد قبور الشهداء, لو كان سهبا من قمح, لكان صوته الحريق الذي يتصاعد في كل الجسد, وكل الروح, والعروق المتوترة التي ما بينهما, تلك التي تضج بالأغنية-الهتاف.
هذا الرجل الذي يرتحل الآن نحو ركن قصي في الذاكرة, لا يأبه سوى للوطن المتروك في ركن الغبار, ينسى أن الوطن فيه أكبر, وأن الحلم من حلقه يخرج أشهى, واننا جميعا نموت, لولا صوته والأحلام, والرؤى التي تصطبغ بالعرق والنبيذ والدم.
هذا الرجل,الذي ُقدّ من سهر, ومن عشق, ومن إيفوريا تسكن اللحم الضامر. يسكن في الضمير, كحالة خضراء وحادّة, ترفع الرؤيا إلى أقصى مداها. وتوسع المدى حتى يصير بعرض الوطن والصباح معا.

هذا الرجل الذي تهاوى قلبه في الخندق المتقدم, الرجل المنذور للحلم والانتظار, انتظارنا نحن, يغنّينا , يغني انكساره أسئلة ملحنة ويشرعها في المسافة الحقيقية بيننا وبينه, هي ذات المسافة بين الإيمان والفعل, وهي ذات المسافة بين المتفرجين وبين من ينبثق دمهم من راحة الكف, فيضيء البريّة

وهبت عمري للأمل
ولاجاشي

أما أنت يا مقيم الصلاة, مش جاي عبالي أحكي معك اليوم

وانهار؟


وانهار؟ أنا صمودي
ما يلمه ليل ونهار
وعذابي يزيد نبعي نبع وانهار
بوي عذابي يزيد نبعي نبع
وانهار
كذب من قال
أعوف الوطن وانهار
شيوعي ودوم مخلص للقضية

http://iftiraadi.tripod.com/wanhaar.ram



















































السبت، أكتوبر 15، 2005

ضوء






اجلس أمام النافذة
أخيطُ شارعاً بشارع
وأقول متى أصلكِ

عدنان الصائغ

حكمة رمضانية

Today is the first day of the rest of my life

الاثنين، أكتوبر 10، 2005

كفر قاسم



مجزرة كفر قاسم, صارلها 49 سنة
برأيي الموضوع طوّل أكثر من المفترض, خصوصا إنو لسى عم بنغني " عشرين عاما وأنا أبحث عن أرض وعن هوية" وبحكم إنو عارنا القومي, وهولوكوستنا مستمر من أكثر من نص قرن

بعدين أنا زهقت يا عمي من الاحتلال, حدا يحكيلو كلمة خير مع شارون, , قولولو (وايضا : لولولو) إنو واحد إفتراضي مل, وإنو المسألة طولت, فبالتالي يتفضلوا يرجعوا على أوروبا بلا مسخرة, لأن "للصبر حدود" (أصلا كل شي, كل دولة, إلها حدود, باستثناء السلطة الوطنية)

والله من وراء القصد

صار وقتها



إلى عيسى عابد

بتعرف يابوسريع إنو صارلي سنة ما زرتش قبرك, وأكيد انت مش عتبان, أنا هيك بقول لحالي, لأنو اللي زيك مشغولين بقضايا أكبر بكتير من المجاملات, ولأنهم صاروا أعلى من العلاقات الشخصية, هم ما عادوا أشخاص, هم تحولوا لحالة, لقضية, وهالقضية متل كل القضايا ما بنتذكرها غير بالمناسبات الرسمية, وفي الأزمات الخاصة, وفي معرض تأكيدنا على انو نحنا بننتمي للحالة, بالضبط متل المخصي اللي بيفتخر بطول زب إبن عمتو
بس مرات, بدك تعرف, إنو بتذكرك, بالأحرى كتير بتذكرك, رفيق, بالذات لما أشرب, ولما يتحول العرق لضمير كبير, ابيض, وحاد في روحي. بتذكرك وببكي.

بتعرف يا رفيق, إنو إذا بكتبلك شي رسالة عالإنترنت, بتكون هاي المسألة كمان جزء من هالإستعراض, لأنو الشهدا ما بيشوفوا انترنت, بتكون جزء من استعراض الواحد لعلاقتو بكل الأشياء الطاهرة والنضيفة, ردا يمكن على كل هالوسخ اللي بيحوّطنا. يمكن انت تحولت لأداة, لأ: أكيد انت تحولت لأداة, بإيدي وبإيد غيري
انت صرت أول شي أداة بإيدي عشان أقدر أحافظ على توازني بحالة هالإضطراب المقيم اللي ضربت كل القيم والمبادئ بهالبلد
وإنت صرت, عموما, دليل بنستعيض فيه عن هالرعب الغير مبرر اللي بنعاني منو كلنا, كبشر, من الموت, انت صرت الجواب, عملناك أكبر من الموت عشان نشوف حالنا فيك ونقول: في طريقة الواحد يشق طريقو للخلاص الفردي عبر الفعل التضحوي في سبيل الجماعة. طريق أخرى ملتوية للسعي للخلود يمكن, بعد ما ديلمون ضاعت, والطريق بيناتنا وبينها صارت محوطة بالسلك الشائك والجدار والجندي والجندي الصديق وباليومي المقيت اللي معبينا.
بس اللي بعرفو بالمقابل إن هالأسئلة الوجودية ما كانت تشغل بالك, انت كنت زبال بسيط, عفوا: مناضل ماركسي ومثقف ثوري, وقبل كلشي وبعد كلشي : زبال, و إنسان قلبه أكبر بكثييير من قدرتو على التحليل والتنظير. رغم قدرتو على التحليل والتنظير.
باختصار وفي كتير حالات: إنت كنت الدليل الأسطع على إن الفذلكة الأيدلوجية هي أداة بيستعيض فيها الناقص عن نقصه, عن عدم قدرته للوصول لقوة المثال اللي إنت بتمثلها.
هياتني بلشت أنظّر, سامحني

تجاوزا لكل هالحكي, تذكرت بشي مرة لما سهرنا سوى بالطيرة, وقلتلي انو اللحظة الوحيدة اللي يمكن الانسان يكون فيها صادق مع حالو هي لما يكتب قصيدة صغيرة ومش معدة للنشر, مش معدة للخطاب, ومش صالحة للطباعة على ورق.
هياتني كتبتلك شي صغير, كتبتو وأنا قاعد مع حالي ومعك, ومتل ما بتحب: ما نشرتو على ورق, كتبتو بقرنة كتير صغيرة وصعب حدا يلاقيها


1.
وحيدة
لكنها تغني



2.

أجمل من هذي الحياة
موتنا الكثير
الموشى بالهتافات
والياسمين



3.

"عيسى"
يسكن جذرك بطن الأرض
تحبل عين الشمس بعمرك
نسغ الشجر يصعد فيك
صدفة
تموت
واقفا
وأخضرا
ومديدا
كشجرة

4.

يسيل البكاء من اصابعها
يضوع العشب بالمسك
كفّها,بالحناء
تحضن الرخام البارد
"ولا تحسبن"..
ترتعد الوردة في الكف



وبطريقة ما
يخفق القلب العميق
تحت التراب
والرخام
والزمن المتراكم منذ استشهاده












النهااااااااااااية

وأنت يا مقيم الصلاة, شو بتستنى ؟؟

الأحد، أكتوبر 02، 2005

موطني.. كس اختك


أي شيء لم نقدمه لهذا الوطن ؟

بعضنا مات

والبعض الآخر مشغول

بتدبيج الخطابات

***

تكتب في القلب نشيدا-

لم يسمع أحد بغنائك-

فالكل يراك نهائيا

...معتادا, للحد الأبعد

ما همّ؟!

دفء القلب يعيد صياغتك

داخلك المتشقق يلتئم/ تتماهى

مع أحلامك

وتصير نشيدا

يُكتب في صفحتهم

وتصير بروقا..وتصير بيارق!

**

ستكون الكلمات غبارا من برق

يلثم صورتك الزائلة

ستُمحى بالهالة

سيصيّرُك دعاة الثورة قديسا

من خلف مكاتبهم

ما همّ؟!

تكتب تاريخ الوجع الدامي

أم تسقط منتحرا

..ما همَّ؟!

بكت الحسناء النائمةأم لم تبك

...سينسونك

ستصبح فيما بعد "نهائيا"

"معتادا.. للحد الأبعد"

سيعيش أولئك عمرهم

في حين تسافر رحلتك القصوى

في المجهول.

.ما همّ!

الجمعة، سبتمبر 30، 2005

غرافيكا3


لا تتركيني شاحبا كالقمر
كالقمر …

الشتا عالبواب















أقحوانة تعلن قدوم شتاء2005
أعطيت حالي إجازة في 30-9 ,ذكرى استشهاد الرفيق فؤاد نصار

وأيضا: أغنية عن قصيدة طلال حيدر
وحدن بيبقو متل زهر البيلسان
وحدهن بيقطفو وراق الزمان
بيسكرو الغابي
بيضلهن متل الشتي يدقوا على بوابي
يا زمان
يا عشب داشر فوق هالحيطان
ضويت ورد الليل عكتابي
برج الحمام مسور و عالي
هج الحمام بقيت لحالي
لحالي
يا ناطرين التلج
ما عاد بدكن ترجعوا
صرخ عليهن بالشتي
يا ديب
بلكي بيسمعوا

الثلاثاء، سبتمبر 27، 2005

غرافيكا 2





معرضي

غرافيكا

الأحد، سبتمبر 25، 2005

كهولة

" سيغادرني ظلي..
طعم التبغ في فمي..
حرقة الذكريات

عندما أمشي من جديد
تحت شباكها
في شارع "صلاح الدين"

سأعود طفلا محترقا
بالتساؤل
وحيدا كجمجمة
وفارغا
كشبّاكها ! "

السبت، سبتمبر 24، 2005

يا أخو الشليتة يا تاريخنا



يا أخو الشليتة يا تاريخنا

صارلي فترة محتار في مسألتين : دورانية التاريخ عند ابن خلدون, والإشاعات المغرضة اللي بتستهدف التقليل من شأن شعوب المنطقة, ثقافيا
كل يوم بتصحى هالشعوب من طيز الصبح, بتشرب شاي, بتطلع عالشغل, بتشتري الجريدة لتقرأها بالازدحامات المرورية, بتتدافش عالباصات, بتوصل عالشغل, بتقرأ الجرايد (وهالشي تأكيدا على إنو شعوبنا شعوب مثقفة) , بتتغدى بالشغل, بتكش الدبان (بالجرايد) وبعد كم ساعة بترجع على محطات الباصات, بتتدافش, مجددا, بتتبادل الجرايد بالانتظار واثناء الازدحامات المرورية, بترجع الجرايد لبعضها بس توصل لمحطاتها, بتوصل عالبيت وبترتمي قدام التلفزيون , بتفرش الجريدة وبتحط عليها صحن البيض المقلي والزيتون والخبز , بتنام الشعوب, بتتنايك الشعوب (عشان تجيب شعوب مستقبلية أكثر اهتماما بالشأن الثقافي وأكثر قدرة على المدافشة بالباصات) وبعدين بتبدا يوم جديد بعيون حمرا, وبريحة السكس الطالعة من شبابيك غرف النوم. وبريحة الحبر الطازج الطالع من جرايد طازجة بأخبار مكرورة وأسماء جثث جديدة ووزرا جداد ولجان تحقيق جديدة.
بعد كل هالشي, بتيجي مؤسسة غير حكومية مشبوهة بيديرها متلبرل أخو منيوكة وبيدعي إنو الشعوب بتعاني من الأمية
وبعد كل هالشي, بنسمع أصوات مأجورة بتنفي إن التاريخ عم يعيد نفسو
ولكوا, يا إخوات الشليتة, كيف التاريخ ما بدو يعيد نفسو, إذا النهار نفسو عم يعيد نفسو؟
يالله, ’نفسوا‘


ملاحظات على الهامش, ويعني: قبل ما تنفسوا

أولا: نسيت (ألله يلعن الشيطان) البحث في ظاهرة ’يوم الجمعة‘ الخارجة عن المألوف الأسبوعي, ولكن, وبعد التدقيق والتمحيص, اكتشفت ان يوم الجمعة بييجي تماما بعد ’ليلة الخميس‘ مما يعني أن الشعوب بتصحى متأخرة مع ملاحظة وجود علامات بتتراوح بين الأحمر والبنفسجي والأزرق على رقبتها, ثم أن صلاة الجمعة بتصادف يوم الجمعة , مما يعني أن شعوبنا بتتحمم, وبتطلع على الصلاة, (مجددا عبر المدافشة بالباصات) وبس تخلص الصلاة, بدها ترجع بذات الطريقة عشان تستنى صحن البيض المقلي والزيتون, مع إمكانية إضافة اللبنة, كصنف إحتفالي بهاليوم المتميز في حياة شعوبنا ومنطقتنا, ومن ثم بينام كل شعب على بطنو(يعني لحالو, لأنو تعبان من ليلة الخميس, -في حالات طارئة ونادرة بيضطر الشعب بهاليوم يلجأ للبوس كمخرج لتنفيس أزمة ممكن تكدر أجواء المصالحة الوطنية والتعايش الطائفي- ) وبيترقب بزوغ شمس أسبوع جديد حافل بكل ما هو ممتع ومثير وغرائبي, تماما زي الأسابيع اللي قبله.
ثانيا: راح عن بالي(يلعن أبو رب الشيطان) إدراج بند المسلسل المسائي على الجدول اليومي لأعمال شعوب المنطقة, بس بعد تفكير (عميق) اكتشفت ان هالظاهرة عم تنقرض بسبب انتشار الفضائيات, وبهيك حالة, بالإمكان الاستمتاع بمشاهدة عباس الأبيض وزيزينيا في أي ساعة من ساعات النهار بشرط معرفة أي المحطات تبث أي المسلسلات في أي الأوقات. على كل, إذا أصريتوا على إدراج هالقضية بجدول الأعمال, بالإمكان إدراج بند المسلسل اليومي قبل بند النياكة المسائية

والله من وراء القصد





مجاز:
لاحظتوا إنو أسلاك الكهربا اللي ورى الكمبيوتر بتتعقد لحالها؟
يعني, بنشتري كمبيوتر, مثلا, وعالأكيد بنشتريلو طاولة لونها بدو يكون بكل تأكيد بني أو بيج , وعالأكيد بدنا ندفس هالطاولة بحد شي حيط, لأنو عالأكيد (مجددا) إمك (أو مرتك إذا خانك الحظ) مستحيل تحطللك الكمبيوتر بنص الغرفة وتضل تكنس بقايا السجاير وبقع القهوة وفتافيت الخبز والبسكوت. من المحل الأكثر بروزا بالغرفة, لهيك, بتضطر تنفيك لشي حيطة منسية وبعيدة عن المركز, هالشي على الأغلب رح يوافق مزاجك لأنو إنت كمان محتاج للخصوصية أثناء تصفحك ’المعلومات‘ بالإنترنت

كنا نقول: الكمبيوتر (متلو متل الفلسطينية) بدو يكون ظهرو للحيط, مما يعني انو ما في حدا بيقدر يلعب بالأسلاك اللي وراه , وبالتالي مستحيل يقدر يعقدها
بعد شي شهر, بتتزايد قائمة أصدقاءك عالمسنجر, وبتتزايد ساعات قعودك عالكمبيوتر, وبعد بشوي, بتصير تشرب قهوتك هناك, وبتضطر تحط متكة للسجاير, وبخلال فترة بسيطة بتشعر بحاجة لسطل زبالة صغير عشان تكب فيه السجاير اللي تجمعت بالمتكة, وبخلال هاي الفترة رح تتعرف على شي صبية.. عفوا, على شي ’معلومات‘ تشارك هموم حياتك الإفتراضية, وبعد شي شهر بتكتشف إنك مش قادر تعيش حياتك من غيرها, فبتعترفلها إنك بتحبها وبتصير كل شوي تحطلها آيكون الوردة بالمسنجر. .. بالمحصلة النهائية, بتكتشف إنو المنطقة صارت كتير وسخة وصار لازم تتنضف
كنا بنقول: الطاولة..

بتيجي إمك (أو ’إمك بالرضاعة‘ - إذا خانك الحظ) بدها تعمل تكنيس للمنطقة, فبتضطر تحرك طاولة الكمبيوتر, وبالتالي: بتضطر حضرتك تساعدها
هون, بهاي اللحظة تماما, إنت بدك تندهش, لأنو بدك تتساءل : العمش, ولكوا كيف تعقدت الأسلاك كل هالقد؟؟ يعني مش معقول .

وبحكم إنو إمك (أو شريكة حياتك إذا خانك الحظ) موجودة معك بالغرفة, فرح تضطر تكتفي بالإندهاش, ورح تكبت رغبتك بالكسكسة لأخت أسلاك الكهربا

بهاي اللحظة بالذات, بيتغلب اضطراب المشاعر فيك على التساؤل الحقيقي والمنطقي "شو اللي عقد اسلاك الكمبيوتر بالرغم إنو ما في حدا حرك طاولة الكمبيوتر قبل هيك" . هالإضطراب بالمشاعر, مضافا إلى رغبتك الشديدة بإنجاز عملية التطهير بأسرع وقت ممكن لأنو صاحبتك بتستناك على المسنجر (في حالة إذا كانت اللي عم تنضف الغرفة هي مرتك, بدها تكون صاحبتك داخلة على المسنجر تحت مسمى ’أبو السباع‘ أو ’باطل‘ أو ’المعلومات‘ بهدف التشويش على رادارات المدام)
بنرجع وبنقول, بتنسى, قضية تشابك الأسلاك

بتتوكل على ألله, بتعيد ترتيب الأسلاك, وبس تنتهي عملية التنضيف, بترجع الطاولة بانتظار دورة التنظيف القادمة

بعد شي شهر, بتتكرر ذات القصة, مرتك(إمك, مش مهم) بتحرك الطاولة, وبتكتشف مجددا إنو هالأسلاك مشربكة مجددا, وطبعا إنت بحكم الاعتياد بتفقد دهشتك, فبتضطر, ميكانيكيا, انو تعيد ترتيب هالاسلاك, ترجع الطاولة حد الحيط, تفوت عالمسنجر, وتبعت آيكون وردة للـ’معلومات‘.


أنا, بحكم إني عانس إنترنتيا, ما فقدت اهتمامي بالأسلاك , باختصار: اكتشفت إنو ظاهرة تشربك أسلاك الكمبيوتر هي لازمة فيزيائية لهالأسلاك, تماما مثل ما البلل لازمة فيزيائية للمي , والملوحةصفة للملح : التعقيد والشربكة صفة "سائدة" و "لا متنحية" بأسلاك الكمبيوتر



إحتجاج
بيقولوا إن 99% من خيوط الحل في المنطقة بإيدين الأميركان, هالعبارة كتير منسمعها, وأنا ما بحتج على فحواها بحكم إنو راسي مش فاضي لمناقشة الثانويات, أنا بحتج على التوصيف. وبقترح على الأحزاب والجمعيات والفضائيات ودوائر صنع القرار ووزارات الإعلام العربية استخدام مجاز فيزيائي بديل عن قصة الخيوط هاي..

ليش ما نقول, مثلا : 99% من أسلاك كمبيوتر المنطقة بإيدين الأميركان, إذا كنا ليبراليين, أو فاقدين الأمل
؟
أو 99% من أسلاك كمبيوتر المنطقة بإيدين المقاومة والجماهير, إذا كنا يساريين
؟
وفي حالة كنا مسلمين, فما في بديل عن التقرير: 100% من هالأسلاك, مضافا إليها الكيبورد, والسي بي يو, والشاشة, وحتى مزود الانترنت بإيدين ألله اللي واعدنا بشي 77 معلومة بتسطل سطل
.


الجمعة، سبتمبر 23، 2005

ليالي الحصار السعيدة



"نموت إن لم نخلق الآلهة
نموت إن لم نقتل الآلهة
يا ملكوت الصخرة التائهة"

****

كوب الشاي, مشروب يستحضر الفقر بكامل قيافته فتنثال تداعيات الجوع الذي يفتح شدقيه على الشباك وينقر الزجاج طالبا النجدة من كل هذا الموت الذي في الخارج, يفحّ الجوع ذي الجسد الأبيض العاري فتتجمد عروقك, كوب الشاي , ابحار المجازيّ في البحث عن كمشة دفء يمكن أن يملأ أمعاءك المرتبكة بحكايا المطر.

شيئا فشيئا, على عتبات هذا الفجر المشروخ بالقنابل المضيئة وقذائف الـ تي 3 والرصاص عيار ثمانمئة و 1200, ينقص الشاي, فيمتلئ الكأس بهواء الصبح الكحلي, ترتخي الأعصاب ويصبح من الممكن أن تستسلم للنوم تحت الشباك في كل هذا البرد. والجوع لا زال ينظر إليك من الشباك بحدقتين فاغرتين

****

رصاصة الكلاشنكوف ب12 شيكل , رصاصة الإم 16 بـستة شواكل, علبة دخان الجولواز بعشرة شواكل.. مخصص التنظيم 400 شيكل , تفضل وحلها, عليك أن تختار بين أن تقلع عن التدخين وتوفر ثمن صلية تطلق عبثا على دبابة ميركافاة, أو تعمل على المدى الاستراتيجي: تشتري بالـ400 شيكل دخان, وتسهم في تلوث البيئة كي يموت الجنود, والإحتلال, والكروش, وبعوض المستنقعات, والقيادات المهترئة التي قد ’ترش‘ على يافطات انتخابات الجامعة ما يمكن أن يشتري صناديقا من الذخيرة

****

ليس في بيت لحم أحمد سبع الليل, ليس هنالك أحمد زكي, ربما في هذه المدينة لا وجود لأحمد على الإطلاق,
قبل الإجتياح, أغلق العقيد مركز الشرطة وزع على العناصر مخازن الرصاص, 3 لكل عنصر, وقال لهم: إسمعوا, الجولاني, الجفعاتي, المظليين, دوفدوفان, إيجوز, و الدبابات والأباتشي والإحتلال والهامر وشارون وموفاز وأميركا قادمون .. فانتشروا.

انتشر الفقراء في الشوارع, تحت البيوت ورحمة الأباتشي, احتموا بالخرائب, مروا بجانب الجسد الأبيض الذي يحدق في من نافذتي بعينين فاغرتين ,

أحدهم, جبان جدا, يحب حياته كثيرا في زمن التحام الأرض بالملحمي فيها, يبحث عن خلاصه الفردي في زمن يكاد حتى السكس يكون فيه جمعيا وفعلا قوميا مضمخا بالدم. خطاه قادته نحو بيت خطيبته, هنالك أخفى كلاشينكوفه, طوى بذلته العسكرية ونام بالشبّاح حتى انتهاء الاجتياح

انتشر الفقراء تحت السناسل, يشحذون الساندويشات وأكواب الشاي من بيوت السكان المرعوبين, وعند "الإيلاج" أطلقوا كل ما في مخازنهم ولاذوا بالفرار..

بعد أيام,عندما رهز الاحتلال رهزته الأخيرة في شرايين المدينة. انسحبت دباباته, وعاد الفقراء الذين يلبسون ثياب الشرطة المتسخة بغبار الحواكير المحيطة إلى عقيدهم.

جميعهم عوقبوا بخصم معاشاتهم الشهرية لثلاثة أشهر متواصلة لأنهم أهدروا مال الدولة.
ذاك,ذي البزة التي لم تخصب بالشوك وغبار الأزقة, لم يخصموا معاشه

****

"ما بعرفن, ما شايفن
لفّوا وجوهن بالقمر
ما بعرفن
ما شايفن
خبوا سلاحهن
بالوعر
خبوا أساميهن
ما في حدا بيشوفها
إلا إذا ماتوا
وتعلقوا متل التحف
متل القمر
عم ينخطف"
جنود الأمن الوطني, القادمين من غزة, الفقراء الذين يقيمون على علبة السردين في خندقهم مأدبة, الذين يدخنون "عمر" و "فريد" و "إمبريال" , الترابيون ذوي العيون المكسورة حين تمر عنهم صبايا الجامعة دون أدنى التفاتة,

المخلوقات التي ترتدي بذلات ترابية مهترئة, تشتري بمعاشاتها الشهرية دخانا وسردينا ورصاصا للكلاشنكوف, لأن القيادة لا تسمح لهم بإهدار أموال الدولة, ولأنهم يشتهون أن يقيموا وليمة شواء على لحم الميركافاة

****

ميري, مجددا, لا تزال عينا هذه البنت تحرقان داخلي

ميري , أراها فأسمع صوت أميمة الخليل: نامي نامي يا صغيرة
ميري تفتح حدقتيها عن آخرهما, جاء الملثمان, كمنا في "بيت جالا" تحت بيتها القريب من مشفى المدينة, والإحتلال على مسافة أمتار من المشفى , والمشفى على مسافة امتار من البيت, والملثمان المسلحان بالإم 16 يكمنان في انتظار الاحتلال الذي يختبئ في الدبابة

سكن الليل, والهدير, ووقف الموت في كحلية الفجر يتفرج على ميري ويعد خواتمه, والملثمان يغطيان ارتباكهما بالعض على هذيان ما قبل الموت, أحدهما كرر أكثر من مرة بيتا من "عبد الله الإرهابي :"عضلات الزند, جميع الرجف الحربي, وبيتان من العشق وسيف ومكارم"
يخرج الأبوين, وجورج الصغير إلى الملثمين, يقولان لهما: ديروا بالكوا, الدبابة قريبة, وثلاثتهما يأملان ألا تحدث المعركة تحت البيت حتى لا تتشظى حياة العائلة في معمعان الثورة التي تواجه الميركافاة ببندقيتي إم 16 ويناديان "ماري":
ميري, تخافيش حبيبتي

وميري المتجمدة, على أهبة الموت فجرا , تظن المسلحين جنودا اسرائيليين جاؤوا لذبحها
ميري, يجرها ’جورج‘ الصغير من يدها, فتنساق في صمت الحملان نحو درج المنزل, تستجمع روحها فتتحرك شفتاها الزرقاوان, تسأل أحدهما, إنتوا عرب متلنا عمو؟. تحاول رسم ابتسامة تتسول بها الإيجاب, تنهار ابتسامتها تحت هذا البرد

تنهار القصيدة, وينهار أحد الملثمين.. تغرورق عيناه بالدمع فينادي صاحبه, تعال, معركتنا هنا انتهت, فلنبحث عن مكان آخر نموت فيه

****

هل قلت أنه لا "أحمد" في بيت لحم؟

حسنا أنا مخطئ

هنالك أحمد السمور, الذي أفرغ مخزن الرصاص في بطن الدبابة من أحد الأزقة وانطلق لا يلوي على شيء, وحين حاصره الموت من كل جانب دق على باب أحد البيوت فسمع بكاء طفل, كل هذا وماسورة الموت تستدير نحوه, تضعه على صليب المهداف, في مدينة يسوع, والطفل يبكي في الليل, والليل ينتحب على هذه الهزيمة التي لا تندلق على المدينة مرة واحدة كالمطر كي "نخلص "

شد يا أحمد زندك
فالأعالي تشتهيك
تعشق بندك
ما هو العالم بعدك
هذه الحواكير تسعى إليكا
نشأت تحت يديكا
فأثرها
وأدرها
وليكُ اللاحدّ حدّك
وسّع الدنيا إذا شئت
وإن شئت اختصرها
جُمّع التاريخ عندك

ماسورة الدبابة تستدير, وأحمد السمور يدق الباب الآن بكلتا يديه,
الطفل الآن يبكي, والصوت يمر من شق تحت الباب نحو قلب الرجل ذي البندقية الخاوية
والماسورة تستدير

, "وأحمد من هنا يصعد
كي يرى حيفا"

صوت الأم تستجدي الغريب ألا يرشق دمه على باب منزلها, وقرب الباب خروبة يكاد قلبها يسقط في عمق هذا الليل

"كل هذا الليل لي !"

يستدير أحمد
يدرك أن هذا الموت يليق بالفجر الكحلي, يستدير, ويواجه الدبابة
"وشوهد يهوي
إلى باطن الأرض
لكنه, مغرم بالوصول"

****

أميمة الخليل تغني: عصفور طل من الشباك, والسيجارة تنتحر على شفتيه, يقترب من المدفأة اكثر, يود لو يخبئها في ضلوعه, ينظر من النافذة المتصالبة مع ضوء القمر, لا غيوم في السماء
صوت القصف يقتلع رموش الأطفال ويتجشأ أحلامهم في مدى الخوف الذي ينتشر فراغا يحبل بالاحتمالات في الغرف المظلمة, والراديو ينظم دقات قلوب الساكنين المختبئين تحت الأغطية الصوفية
ينظر من النافذة, دبابات الاحتلال تجاوزت منزله وصارت الآن على مداخل المدينة القديمة, كنيسة المهد وحارة السريان والسوق القديم, معقل المقاومة, هناك قرر مناضلو الجهاد الإسلامي القتال كربلائيا, حتى آخر اختلاجة في القلب,

توغل الدبابات في عمق شريانه فيتوقف القلب عن الوجيب
دقت الساعة التي في الراديو, ارتجف القمر وقالت المذيعة : إنتصف ليل فلسطين!

****

هذا الفجر مديد كالنحيب !

****
"فليكن,
لا بد لي أن أرفض الموت"
والموت يحاصر صوت مارسيل خليفة, وفي ليالي القصف السعيدة, الليالي التي سيتذكرها من يعيش, سترتبط الذكرى بصوت الشيخ إمام ومارسيل وأميمة الخليل وفيروز, هذا, عربيا, هو الإسهام الأعظم في جعل موتنا أقل إيلاما

"لنا, خلف هذا المدى, إخوة يحبوننا"

****
المقتطفات الشعرية في النصوص أعلاه لكل من أدونيس,عبيدو باشا, مظفر النواب, ومحمود درويش


خفاقة

خفــّاقة
كانبهار العائدات من الأعراس
عند المساء
بصدور منتفضة
وعرق من دم الياسمين

خفاقة
كصبية
ترفع راية حمراء
في صحراء تعبد الله بصمت

خفاقة
كالطمأنينة ترتبك
في حضرة
الموت
على نصل الثواني الحاد
في عين الغزالة
قبل انطباق أفكاك الذئاب
على فستق جسدها


خفاقة
كروح الولد الهارب
من حصة التاريخ
كي يكتبه بالطلاء
على جدران المخيم


خفاقة
كفجيعة العائد
ينصبّ الدم من عروق يديه
خفاقة كالفرح
يجتاح التجاعيد
خفاقة أنتِ


خفاقة
أنتِ
أنتِ
أنتِ
يا

مولينكس
لأن كل ممم وراها مولينكس

الخميس، سبتمبر 22، 2005

ضد الإيقاع



مكامن الدهشة:
ليس على وجه هذه البسيطة
ذكرى واحدة
غيمة واحدة
زهرة حيية
يمكن لها أن تصادفني فجأة
فأبتسم

28:
هذا زمن الخيارات المرتجلة
ونصف الحياة,
وشبه الوطن
والشعارات كاملة الدسم
لهذا,
لست على استعداد
سوى للهزيمة
أو الموت

بهدف التغيير:
حين يجتاح الموت شرايينك
لن تقدر أن تفلت
عبر التغني بالشعارات
اصمت, استمتع
بالنظر إلى الذين يشبهونك ...
بلحظة صمت واحدة
من حياتك التي امتلأت بالكلام العابث
ومت وفي حوزة قلبك
دهشة التجربة


حوادث يومية

-1-

طفولة


الولد الذي سال دمه على الأرض
لم يبكِ
الولد الذي شُُق صدره كتفاحة
خاف كثيرا..
رفرف نحو الشمس
كحمامة مذعورة
ونسي جسده هنا


-2-

"الرجل المهم "


الرجل الذي بكى ذات فرح
نظر فجأة الى المرآة..
عدّل من ياقته..
غسل وجهه بإمعان..
و خرج الى العيد خلف الباب.
.. الرجل الوحيد
نسي أن يطفئ دمعة
أحرقت ياقة قميصه

القطارات

إلى منال وشاهر


تنأى عن الأرض
تنأى القطارات بالراحلين
وحدها
تستعير المناديل شكل الحمام.

****
المرأة المزروعة على باب غرفته كراية منذ أن أخذوه نحو البعيد تلملم وقع كلماته وأغنيات فيروز ورائحة العرق المالح عن بلاط الممر البارد وتخفيها في أماكنها السرية في جانب الصدر الأيسر, هنالك حيث تخفي المناشير والذكريات وكل ما يقض نوم الحكومة

**
يا عنفوان الموج
يا قامة الزيتون
و يا اسم الراحلين نحو القلب
نامي !
****
المرأة, تلملم عن الأرض قطرات دمعها المالح وتخفيها في ثنايا قميصه المكوي في الخزانة المغلقة منذ دهر
حين أخذوه, لم يتطلع خلفه, وحين اختفوا فوق الجبل, سقطت من السماء عصافير السمّن والأفق اضطرب بصوت العويل

****

حين زارته قبّل إصبعها بشفتيه الزرقاوين من وراء الشبك المتسخ والبارد, ولم يقل لها سوى : كيفك
وعندما عادت, غمست الإصبع المضيء في قلبها فانفطرت النجوم, وسكر الناس من وجعهم البهيج

الأربعاء، سبتمبر 07، 2005

عيد ميلاده اليومي

يولد أبو سريع في فضاء غرفة مليء بدخان محلي رخيص, يقف هنالك على الباب الفاصل ما بين القلب و الذاكرة, وعلى البال الواصل ما بين النصل و الخاصرة المفتوحة كأفق لا يتسع سوى للعويل, عويل ممتد و عال كرصاص مخزن "الآلي" يطير في السماء ليُسقط السماء..
يولد, ويملأ حلقي بزجاج مكسر .

أنا أعرف أنه لم يعد هنا ..
القبر البارد يضم جسده هناك, وصوته ضاع منذ شهور في هواء المدينة الراكد, ضاع تحت أقدام الذاهبين و العائدين من وقتهم نحو المجهول الكامن في كل لحظة, الموت المتربص في الازقة ,الموت الذي يستفرد برام الله منذ رحل أبو سريع.
يولد أبو سريع في غرفة تضيء حيطانها شعارات الثورة و ملصقات "القطب الطلابي التقدمي" .. غرفة بلاطها يعج بأكواب البلاستيك الفقيرة و المشبعة برائحة عرق حداد..يستحلب ريقه و يتمنى لو كان معنا,لكن المدينة الصاحية الى ساعات الفجر المبكرة لم تعد تحن الى صوت خطاه التي تلاشت في البعيد, أذهلها كل هذا الفقدان المتواصل, فنسيت أبو سريع, و غاب أبو سريع في زحمة الاسماء التي "نتصبح" بها كل يوم على ملصقات جديدة.
يولد أبو سريع في نكات الرفاق و أحاديثهم الملأى بجلد الذات و يقف مكان نجمة لأنه يعرف كيف يضيء ليلة قاتمة .


يعود أبو سريع الينا بروحه المطفأة, بعينيه المفتوحتين ككهف عميق من الوجع, يتحدث معنا, يواسينا, يمسح بكفه العريض الخشن على قلوبنا, يبكي علينا ونحن نواصل عبثنا دون أن نراه.

الأحد، أغسطس 28، 2005

حديث مغرق في أزرق الفجر:

حين يهمي القلب
بالوجع النديّ
تتضح العبارة
تضاء أوردتي
بكل الأزرق الذي يصعد
من عينيك
: نحو الفجر
انت.... أغنيتي
!!!

9

"العتمة هي شرط موضوعي للحلم, والحلم فكرة تفيض بالنور" كان يقول, ثم يردف .."أليس الأمر يدعو للسخرية"؟
نظرت إليه مستفهمة"
أقصد, هنالك تضاد ما, تضاد تناحري بين الحالتين, ديالكتيك مثلا"
ابتسمت ولم تعلق, لكنه كان مشدوها كمن قبض على ناصية فكرة. كأن الفكرة صارت محورا تدور حوله الطاولة, والقميص, والكحل, والدموع.وكانت الفجيعة تطل برأسها من ياقة قميصه المعرق بالخذلان, وتفيض حزنها على الطاولة, فتغرق حقيبتها, قميصها السماوي, ويلطخ عينها بالكحل الذي يسيل. دائما نحو الأعلى.هي امرأة تلتقط تذكاراتها حيثما حلت, حقيبتها تحتضن رسالتين أو ثلاث, وبضعة قرنفلات, ومناديل ورقية رخيصة مطبوع عليها أسماء المطاعم التي زاروها, كلها غرقى بالكحل."أم الروبابيكا" هي
وهو, ينتحر فيها كلما التقى بالوجع الذي يشع من جبينها, يمزق التذكارات, يمحو الكتابات على الطاولة الخشبية, وأسماء العاشقين الذين جلسوا حول قلبين وحب وشمعة. يطلب لنفسه كأس بيرة فيتركها ملآى ويغرق في العينين, وفي إزالة الأسماء." هذا تصرف شرقي بامتياز", قالت له مرة وهو يمزق قلبا محفورا على الطاولة.. " أنت تريد الطاولة بكرا دون ذاكرة" ,توقف مشدوها, واصلت " حب كولينيالي, رفيق" وابتسمت وهي تصوب عينيها إلى عمق العسلي الذي فيهما.لم يبتسم كما أرادت, بل كان ينظر إلى الطاولة الملآى بالندوب, ووجهه يفيض بالحسرة.
أمسك يدها, وقال لها, وهما خارجان
- لم أكن أعتقد أنني أرتكب جريمة بحق الذاكرة, ظننت أنني أغسل الطاولة من أكاذيب لم تتحقق
- أكاذيب؟الحدقتان المفتوحتان, تتساءلان عن الرابط الشخصي والخاص, في غمرة حديث يطال العموميات
- ما أقصده هو, أعني ..
صمت
انسلّت يدها من يده, فأحس باليتم, وتمنى لو استطاع أن يمزق المسافة التي تزداد بين الكفّين, أو يموت دونها." كم من أصحاب هذه الأسماء لا زالوا يحفرون أسماءهم على الطاولات الخشبية, ومقاعد الحدائق, و سيقان الأشجار اليوم؟, ها ؟"احمرّ وجهه وهو يطالع الخيبة في عينيها,
لم تقل شيئا, واصلت سيرها, فانطوى على نفسه كراية لحرب انتهت للتو.

الخميس، أغسطس 25، 2005

طرف مكسور خفي

1.
أوديب:
في كل مساء, عندما تغفو الشمس في حضن الجبال, وزرقة البحر, وبين أشجار البتولا, تولد أغنية جديدة, فيشتعل جسد بالحلم وصعقات الكهرباء, في إحدى الزنازين.
في كل مساء, ينهار آلاف الحالمين, تحترق مليون شجرة, وتتساقط كل العصافير على الأرض كأوراق الخريف.
بعد عام, سيخرج سجين ما, ولن تكون الغابة جديرة بوهج الأغنية والأحلام.
.....
سيلف حبلا على أحد الأغصان, ويتلو انهياره في المدى, قبل أن تغفو الشمس في حضن الجبال, وزرقة البحر, وما تبقى من الشجر.
2.
عيد مجيد :
ثلج.. ثلج كثير يتراكم على خشب النوافذ, والعتبات, و أغصان الصنوبر, وأبواب القلوب.
انقطعت الكهرباء, تسرب الدفء في الحلكة الخافتة من شقوق المصاريع, وارتدت ريح الشمال قلب وحش يأكل البشر, ويخطف الأولاد الهاربين من دفء الأسرّة. ويخلع الأبواب , و الصمت, وقلبه المتهالك.
لم يعد قادرا على رفع الغطاء الصوفي , انتفض قلبه الواهن , فأدرك أن أحدا لن يسبل عينيه هذا الفجر بعد أن يسلم الروح.
بعد اسبوع, توقف الثلج عن الهطول, وامتلأت الساحة بالصرخات والأولاد.
في الأسبوع القادم, ستفوح رائحة الجثة, وسيكسر الرجال باب الغرفة المظلمة, عندما يذوب كل الثلج عن الطرقات والعتبات والنوافذ, ويتراكم في القلوب.
3.
بالأحمر:
يكمل الولد عشاءه, يتسلل نحو العتمة وفي يده علبة طلاء.
تكمل المدينة إحكام العتمة حول نومها, فتغط في ليل آخر مديد.
في الصباح تستفيق المدينة على أحلامها مكتوبة فوق الجدران, ملآى بالأخطاء الإملائية , وعلى خبر استشهاد فتى ترتسم على اصابعه آثار عصى الاستاذ, وزعتر الأمس, وبقايا طلاء رخيص.
4.
بصيص نور:
بعد ان استحمت , وانتهت من تمشيط شعرها, ومسح بقايا الصباغ عن الوجه المنهك, وغطت في نومها العميق, حلمت العاهرة بزوج لا يضربها كثيرا, وبباب لا يركله الغرباء بأقدامهم, وبطفل تلده وتربيه, فيتركها عندما يبيض شعرها, في مهب الحياة, على أمل أن يعود ذات يوم فيقرأ الفاتحة على شاهدة القبر في الطرف القصي من مقبرة المدينة.

تشظّي

الفتى الذي كانت النجوم تؤرق أحلامه
كان يهمس حين يستبد به السؤال:
"هل هناك متسع من الوقت في هذه الحياة
للاندهاش منها؟؟"

*************

يرسم عينيها على سقف غرفته المقشر
يحلمها جسدا بضا كزنبقة
يعيشها أربعا و عشرين ساعة
في الليلة المؤرقة الواحدة
يدخن كثيرا-فيعرف أنه يحب
*************
أين يختفي كل هذا الحب
حين تخلعين سروالك الداخلي
كيف تمكنِت من قتل أحلام الفتى
بجسدك العاري ؟؟؟!

*************

الرجل الذي
كانت النجوم تؤرق أحلامه
تحولت سماؤه الى خيمة من صفيح
ترشح بالأسئلة
"أحلامي قتلتني
أو انتحرت فيّ
و تركتني وحيدا"

*************

الرجل
لم يعد يحلم
الا بأحلامه
التي انتحرت
.... وتركته وحيدا

الأربعاء، أغسطس 24، 2005

بهالطريقة

إذا الأوضاع رح تضل ماشية بهالطريقة, فاسمحولي ’أفكح‘ قريبا جدا (جدا جدا في الأسواق) وبعيد عن هالأجواء المحبطة
يعني مش معقول أبدا
شارون ’مستطيز‘ الحالة العربية, وحتى السلام معنا ما بدو يشركنا في صناعتو.. نفّذ انفصال أحادي الجانب وقلنا ماشي, أصلا من المفترض تكون العصمة بإيد الزلمة بأي علاقة جوزية ناجحة, خصوصا لما النياكة تستنفد ألقها, وتصير العلاقة تكثيف للباكس رومانو:حرب اتهامات متبادلة بين شارون ومرتو, عفوا : بين الأمة العربية وجوزها العصبي
واضح تماما إنو الزلمة ماخد على خاطرو شوي منّا, وبيني وبينكم , نحنا زودناها شوي بالإرهاب والتحريض, ومفترض ينحط حد لهالمهزلة
هالشي, نسبيا مقبول , وممكن ينبلع, وطنيا

المارينز عم يرتعوا بالعراق وعلى حدود سورية, وقلنا, بيهمّش,المهم إنو زحف الدبابات وطنين الميكروويف ما يوقف ربيع دمشق المستمر من 4 سنين في ظل هالخريف العربي المستمر من أيام العثمانيين

جيزيل خوري استسلمت للبيات الشتوي, ونوال الزغبي بطلت تجذبني, وإيمان بنورة حبلت للمرة الثالثة, وقلنا ماشي, بالنهاي لازم ألاقيلي شي وحدة سوبر إمرأة تشاركني أحلام اليقظة ونص علبة شامبو دوف (ربعه كريم مرطب) لأن مش معقول أبدا كل حريم الفضائيات يكونوا محجوزات
الإسلامويين سيطروا على مجالس الطلبة بالأرض المحتلة, وقريبا رح ينفذوا من جانبهم هم كمان خطة فصل أحادية الجانب لطاولات الكافيتيريا, وغرف المحاضرات, وحالة التفريق بين المضاجع (بحكم إنو نحنا بننام أثناء المحاضرات) سارية المفعول حتى بين الضفادع والفيران المخدرة بمختبرات البيولوجي بكلية العلوم, وقلنا ماشي, أصلا هالشي مفترض يساعدنا عالتركيز على النهوض بالحالة الطلابية, وتوجيه اهتمامات الطلبة من كلسون بنت الأغنيا القاعدة بأول غرفة المحاضرات لحواجز الاحتلال, بلكي على شي مرة بترجع أيام المظاهرات والغاز المسيل للدموع والرصاص بكافة تشكيلاته, والبوسترات بكافة تشكيلاتها, والمزايدات الرخيصة بين الأطر الطلابية, بكافة أسعارها

بس , إسمحولي يعني
يعني إنو علبةدخان الجولواز يزيد سعرها نص شيكل! هالشي مش معقول!!
من مين بدنا نتداين الدخان من اليوم وطالع؟؟
وقديش ناس رح ينقصوا من قائمة الأصدقاء (هالقائمة المرتبط طولها طرديا مع استعدادية الصديق المرشح لـ’رش‘ السجاير) عشان تحلو القعدة؟

أنا مستقيل, وزعلان, وواضح تماما إنو هالوطن ما عادت العيشة بتلبقلو

والسلام ختام
وحنان
ومشيرة

الأحد، أغسطس 21، 2005

خمسة انكسارات شخصية جدا

عودة
الجندي المنتصر, ذاك الذي عاد محملا بالذكرى والتعب, وصل الى مدخل البيت الحجري. بكت صفصافة تعرفه طفلا يافعا , حين مر من تحتها وهو يعبق برائحة الموت, في حين كانت وجوه الميتين ترتسم في خطاه.
فر عصفور مخلوع القلب رعبا محلقا نحو السماء التي ما زالت صرخات الموتى تتردد في جنباتها.
الجندي "الخاكي" كثيرا, نظر نحو النجوم في فضاء من سخام .ابتسم, دق الباب فلم يجبه سوى الصدى. خلع الباب ببسطاره العسكري
كانت تنوس هنالك ,على الطاولة الخشبية العتيقة, شمعة تصارع الوحدة والريح التي تنسرب كالموت من زاوية الشباك المكسور وقربها رسالة بينما صوت الفجيعة يجول في الأرجاء
أمسك بالورقة, قراها,
وضع فوهة الرشاش في فمه, و تناثر في السماء
خيانة
لم يكن وحده ,الماكياج الصارخ, يكذب على وجهها, كانت تقضم التفاحة كفأرة مؤدبة, وتخاف على أحمر شفاهها الرخيص, تضم ساقيها كبنات المدارس وتتحدث بصوت خفيض كما لو كانت قد فقدت صوتها في ذلك الصباح.
هكذا رأيتها حين استرقتُ النظر من شباكها الذي كنت أرمي لها, فيما مضى, رسائلي تحته.
حبيبتي التي كذبت فصارت مخطوبة أصبحت تتقن الكذب الملون, لهذا فإنها سرعان ما صارت زوجة.
بعد سنوات, حين صارت محجبة مترهلة المؤخرة تفوح منها رائحة البصل ..تطارد أولادها القرود بالمكنسة وتشكو للجارات زوجا سكيرا يضربها, أصبحت وحدي ,مجنون القرية, أستمرئ الصراخ في الدغل الذي أطلقت فيه حمامة ثديها الأبيض ذات عشق, أطارد الأولاد الذين يرجمونني بالحجارة والشتيمة,..أضاجع النساء حين يغيب أزواجهن في زحمة المدينة, وفي الليل: أكتب الشعر.
نزق
كومة اللحم والحنين تلك, التي فقدت زوجها دائم التذمر قبل سنة, والذي كثيرا ما كنت اراه يشبعها ضربا, كانت امي.
في السنة الأولى بكت كثيرا, و فيما بعد صارت تقلل من ا لبكاء والذهاب للكنيسة في الآحاد, وتكثر الضحك.
ذات يوم فاجأتها تمارس التدخين مع جارة أخرى, ارتَبكَت كولد عاصٍ , وحين أدرت ظهري وعيناي تتفجران دهشة لأتظاهر بالانشغال ,ابتعدتُ فانفجرت خلفي ضحكتان مكتومتان , أكاد أقسم أنهما لا تصدران الا عن بنات المدارس
تنتظره
تنتظره, المرأة المضيئة كالفلورسنت الأبيض, أمام الشاشة, تتظاهر بتصفح موقع الجزيرة, أو تنزيل أغنية ام بي ثري لفيروز. وحين يتأخر كثيرا, تنفجر بالبكاء المكتوم فتنتشر في الهواء رائحة الياسمين.
"هو" انشغل "قليلا" في تلك الليلة !
محاولة للكذب
"أنا لا أحبك", هكذا ارتعش القلم, على الورقة التي كانت عذراء قبل قليل
"لا أحبك" , هكذا كتب, فأطال كثيرا في الشرح على بطن الورقة الممزوعة التي تلطخت كثيرا بالكلمات التي شطبها فيما بعد عن آخرها.
مزق الورقة- الضحية, دفنها في سلة المهملات التي تحتوي على "مجزرة" من الورق , وأجهش بالعويل :
"أعشقهاااا" !

أغنية لها رائحة الدم

غنوا لرفيق يسقط من أجل الحزب
غنوالرفيق
ينثر في الحارات
ورود الحب
غنوا
لقتيل يبصق في وجه القتلة
للأم يطاردها كلب البوليس
غنوا لعراق نعرفه
غنوا لعراق يعرفنا
لخلايانا
لرفاق مجهولين
ورفاق صعدوا مشنقة الفاشيين
غنوا للضوء القادم
من ساحات الفقراء
لنهار يأتي
يطرد عنا الريح السوداء
غنوا
لرفيق يسقط من أجل الحزب






الخميس، أغسطس 18، 2005

...

لأنك "الزهرة", و"الجناحين", و"الشمس"
طوبى لك يا امرأة تشعل نارها بالحنين, وتقتات حزنها كما العصافير من كفّين آثمتين ككفاي
عشقي لك يا امرأة يحترق باللون الذي "يترمد" على عتبات الكرز في شفتيك, عشقي لك "أبكم"
وعشقك انهمار الشعر والأغنيات والدمع على زهرة عمري, فهل نتساوى أيتها المستحيلة كحلم طفل باصطياد قمر في شبكة الفراشات؟

لن نتساوى تعرفينها و :تكابرين, أنا ما زلت بدويا قابعا في ركني الرملي, وانت الحياة ,المطر, الخصب, الصهيل, الوجع, البحة تحرق الصوت, الصوت يحرق القلب, القلب يحترق بالكلمة, الكلمة التي كانت البدء, البدء الذي يختزل الخليقة
أنت:





لك الأقمار والأحجار
قبرة تنام على حلم الزهور
لك القصائد, والحلم
لك القلب, اشتعالات الأفق ,لكِ
الشمس المضرجة,
الحنين,
أنين الناي,
لك السهاد
لك الصلاة
وانهمار الذكريات
على أطراف اصابعي
لك الورود
العطش ..
الذي يستوطن الحلق الذبيح
أحلام الغزالات لك
لك القصائد, الأناجيل, عرش الإله
الذي يطفو على ماء دمعي
لك المجرات خلخال يطوق كعب قدميك
حكايات الشعوب لكِ
غيم السماء
بطن الأفق
عمق البحر
لك العينان
والكبد المحرّق بالجوى
و..
علامة الغزلان

الاثنين، أغسطس 15، 2005

كمشة أخبار

نعم, أيها الإخوة المواطنون (وأيتها العراقيات الماجدات) ما زال مشروع إعادة تأسيس مدونتي قيد التخطيط, وفي ظني أن إصلاح مؤسسات السلطة, ودمقرطة أنظمة الحكم في العالم الثالث, وانتصار الاشتراكية الحتمي, سيسبقون, فرادى, إصلاح مدونتي من الخراب الذي أصابها
ما علينا
الإشكال الحقيقي في مدونات بلوجر هو الإجحاف في إعداد الفقرة العربية, يعني, عليك مثلا أن تنسى قضية ترقيم الأسطر, إذ أن هذا الترقيم, مهما فعلت, سينقلب إلى يسار السطر, فإذا أضفنا إلى الأمر عدم امكانية تضمين كلمة انجليزية في سطر عربي دون أن تقوم بالتكفير ثلاثا, ومن ثم شتم الذات الإلهية ثلاثا (أيضا)
هذه المشكلة تنطبق على ثلاثة لغات أساسية هي الإنجليزية, والإنكليزية, والإنقليزية, ولا أدري إن كانت المسألة ستحل
على كل, هذا سبب آخر يضاف إلى أسباب تكاسلي في إحياء مدونتي بطريقة التنفس الإصنطناعي من التم للتم
ولذلك فإنني أفكر في العودة إلى مدونات سبايماك التي لا تعاني من عقدة الإستعلاء هذه تجاه لغتنا العربية الجميلة الطويلة الأصيلة (وأيضا : الطويلة)

هذا بخصوص المدونة
أما بخصوص اتصالي بالانترنت. فقد حصلت مؤخرا على كمبيوتر محمول(حصلت على, يعني الكمبيوتر مسروق من اسرائيل , يعني أنا حاليا عم بناضل) وعبر خاصية الاتصال اللاسلكي تمكنت من التسلل إلى اتصال جارتنا الأجنبية (الرفيقة روتي) ولست أدري أيهن روتي, أهي ذات الأبزاز المنتصبة, أم أمها ذات المؤخرة المتبزبزة وهكذا, وإلى أن تكتشف روتي الموضوع, فسوف أظل على اتصال بمدونتي العزيزة اللزيزة
والله من وراء القصد

لست مدمنا

والحمد للاهي

قمت بإجراء فحص الحمل إتكاء على تدوينة الرفيق فوق الطبيعي http://beyondnormal.blogspot.com/2005/08/blog-post_01.html

واتضح أنني لست مدمنا
سأبرق إلى السيدة إمي لكي ترفع رأسها بين الجارات

25 %

My weblog owns 25 % of me.
Does your weblog own you?

الأحد، يوليو 17، 2005

المجزرة

المجزرة

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ..... لما ظفر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة أخذ منهم نحو من أربعمائة رجل من اليهود ( وكانوا حلفاء الأوس على الخزرج )، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تضرب أعناقهم ، فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ويسرهم ذلك ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ، ونظر إلى الأوس فلم ير ذلك فيهم ، فظن أن ذلك للحلف الذي بين الأوس وبين بني قريظة ، ولم يكن بقي من بني قريظة إلا اثنا عشر رجلا فدفعهم إلى الأوس ، فدفع إلى كل رجلين من الأول رجلا من بين قريظة وقال ‏‏:‏‏ ليضرب فلان وليذفّف فلان فكان ممن دفع إليهم كعب بن يهوذا ، وكان عظيما في بني قريظة فدفعه إلى محيصة بن مسعود وإلى أبي بردة بن نيّار - وأبو بردة الذي رخص له رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن يذبح جذعا من المعز في الأضحى - وقال ليضربه محيصة وليذفف عليه أبو بردة ،فضربه ضربة لم تقطع ، وذفف أبو بردة فأجهز عليه ، فقال حويصة ‏‏:‏‏ - وكان كافراً - لأخيه محيصة ‏‏:‏‏ أقتلت كعب بن يهوذا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ، فقال حويصة ، أما والله لرب شحم قد نبت في بطنك من ماله ، إنك للئيم يا محيصة ، فقال له محيصة ‏‏:‏‏ لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك فعجب من قوله ثم ذهب عنه متعجباً ‏‏.‏‏ فذكروا أنه جعل يتيقظ من الليل ، فيعجب من قول أخيه محيصة ‏‏.‏‏ حتى أصبح وهو يقول ‏‏:‏‏ والله إن هذا لدين ‏‏.‏‏ ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم ،فقال محيصة في ذلك أبياتا قد كتبناها
المصدر
القصة:
محمد, وجمع المسلمين, يحضّرون للمجزرة الجماعية بحق الأسرى من إخوانهم العرب-معتنقي اليهودية.
فأما الأوس والخزرج, الذين كانوا قبل ظهور محمد ورسالته, وثنيين, ينبو عنهم إخوانهم العرب من أهل الكتاب من بني قريظة وبني قينقاع, بحكم اعتناقهم لدين أكثر تطورا من المعتقدات الوثنية. الأوس, أولئك الذين أكلوا من خبز اليهود, واستطبوا بأدويتهم, واستعانوا بأموالهم, بل واستمنوا على نسائهم عندما بلغوا الحلم إلى أن بلغ بهم الهوس الديني كل مبلغ: تكفهر وجوههم, لا خجلا من بني قريظة, بل لأنهم لم يشتركوا في المجزرة كما ينبغي.
الحق مش على الرسول, الحق عاللي خلق الرسول, لأنه لم ينبهه إلى ضرورة العدل, أوليس هو القائل " وإن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل", " وأقسطوا فإن الله يحب المقسطين"؟؟
على كل, هذه هفوة من هفواته, الله يسامحه, إلهنا الكبير العريض
نواصل فنقول: ابيضّت وجوه الخزرج, واكفهرت وجوه الأوس, وسيف الإسلام يعمل ذبحا في رقاب ضحايا المجزرة, والرسول منشغل بتقسيم الفيء, وبالبحث عن صفية. *
انتبه الرسول لهذا الظلم بحق الأوس, فسأل القتلة: كم بقي من الضحايا؟
- 12 يا معلم
- يا نداهتي!, طيب ما الذي ينبغي على ربي أن أفعله؟ عاجبك هيك يا الله؟ أي مش تلحس طيزي؟ ليش ما نبهتني ؟ أعمل إيه أنا دلوقتي؟؟ يا نصيبتي!!
لكن الله, بذكائه المعهود, يلهم محمدا الحل
يقول للأوس: ليقتسم كل اثنان منكم أسيرا واحدا, يتعاونان في ذبحه وهو مربوط وهكذا, تتبدى قيم التعاون والإخوّة في ديننا الحنيف,
.. إأ إإححم ..
عفوا, بخصوص الإخوّة ...
الحوار:
كعب بن يهوذا, كان صديقا للثنائي حويصة ومحيصة, فأما محيصة, فقد كان مهووسا دينيا, وأما حويصة, كما يتضح من النص, فهو مجرد "مرتزق" لا أكثر, ولا أدري كم من المرتزقة عملوا في جيش الرسول طمعا في الفيء والغنائم.
كنا نقول, دفع الرسول إليهما بصديقهما السابق كي يذبحوه, فدار هذا الحوار:
كعب بن يهوذا: unsure.gif
محيصة: تعال يا أخو المنيوكة. والله لأذبحك
حويصة: ولك يا إبن الحرام, هذا اللي كان يطعميك ويسقيك أيام ما كنت ميت من الجوع.. تِهون عليك العشرة يا حسبو؟
كعب بن يهوذا: 1.jpg
محيصة: إخرس, يا شيوعي يا كلب, فوالله, لو قال لي الرسول أن أذبحك أنت, فسأفعل
كعب بن يهوذا: cry.gif
حويصة: يا ويح ربي, ما الذي جر على مؤخرتي هذا الويل, أخي وربعه مجانين, ولا عهد لهم ولا إلة, كما تقدم في السطور التي كتبها "واحد إفتراضي", فماذا أفعل؟ هل أهجر بيتي وأبقى على مبدأي ؟
ضمير حويصة: ولك أي مبدأ يا أخو الستة وستين شرموطة, انت واحد مرتزق بعثي كلب, أي مو من كم يوم قتلت مولى نعمتك كعب بن يهوذا, انا لو محلك بصير من جماعة محمد
حويصة: أي والله, جبتها يا "ظميري", سوف أسلم, وتصير صفية ** أمي, ومن يدري فقد ترضعني يوما
موسيقا تصويرية كالتي في نهاية فيلم كازابلانكا
حويصة: يا محمد, أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
محمد: أهلا حويصة, خلص مبروك, ضمنت محلك بالجنة
حويصة في عقله: اي كس اختك عأخت الجنة, شو بخصوص المصاري
محمد: هع؟؟
حويصة: "لا ولا شي, كنت اقول, والله إن هذا لدين....." (ويكمل في عقله : زي طيزي) فذهبت مثلا

الاستنتاجات:
1. الإسلام دين لا يعترف بإعلان جنيف لحقوق الإنسان, ويشرع المجازر الجماعية بحق الأسرى مكتوفي الأيدي
2. المسلمون الصحابة, وهم في صلتهم بالدين أعمق بكثير من أحفادهم في العصر الحديث: مهووسون بالقتل والسبي والاغتصاب, الذي شرعه لهم دينهم, الحنيف, لذا: ينبغي أن تسقط عن الإسلام, كدين, أي تهمة باطلة من مثال: الإسلام يدعو للتآلف بين البشر,’ والإسلام دين رحمة
3. قتال الأوس (على الأقل) مع محمد, لم يكن جهادا, إذ يظهر أن العديد من الأوس لم يسلموا, وأن مناصرتهم لمحمد لم تكن إلا خيارا استراتيجيا, والدليل على الأمر: اشتراك الكثير من المرتزقة في حروب الرسول, ليس طمعا في الجنة, وليس إعلاء لكلمة الله, بل رغبة في الغنائم
4. والله إن هذا لدين, زي طيز حويصة

___

أما قصة صفية, فنورد لها مقالة أخرى, إحنا ورانا جاجة ؟*
إنتوا بدكم تضلوا تنزلوا هون كل ما شفتولكم نجمة؟؟ قلنالكم بعدين بنحكي عن صفية !! **

ضجيج

كل هذا الضجيج يبعصني
هذه الأدلجة المفتعلة للرواية , هذا التسطيح المقيت للسرد, هذه الشعاراتية الطاغية والمملة
الجمعية في كل شيء(ولا أقصد هنا الجمعية التعاونية تبع عادل إمام في فلم العار بالطبع)
ضغط الجمعية على الأنا, تلك الرغبة المحمومة والأثيمة بحمل رسالة مكرورة ...
تررررلملللم , الشريط عم يرجع لورى



ولك يا خرى شو القصة؟؟
طيب, لا تضرب, القصة باختصار كالتالي
كان ياماكان, زرت بلوغ لأحد العرب العاربة (وأكاد أقول, الغاربة, تعصبا للحقيقة) من فلسطين, أعتذر عن ذكر عنوانه , وفوجئت بكل هذه الدعائية وكل هذا التسطيح في يومياته لحظة, أعطيكم مقاربة من عندي كمثال على ما يكتبه ذلك الأخو:
" أفطرت صحن فول أسود كالليل العربي المدلهم وفقشت البصلة بكل ما أوتيت من حقد على الإحتلال الإسرائيلي, وشربت كباية شاي أسخن من قلبي على الوطن, وكانت جوزتي (الله يسامحها, بتضل فلسطينية) قد وضعت ملعقة سكر (فضلة خير وكالة إغاثة اللاجئين) زائدة عن اللزوم , فكان طعم الشاي حلوا كالاستشهاد في سبيل قضية"
إنو, يا أخي, فهمنا إنك فلسطيني, وبنعرف إنو فلسطين بتعاني, بس ما زهقت من تزهيقنا بسطحيتك يا ملعون سنسفيل الإحتلال الغبي اللي احتلك ؟

قبل يومين, قرأت
موضوعا كتبه شاعر شاب مصري, يتحدث عن صورة الإحتلال وعن الإختلال في صورته, عن صدمته الحقيقية حينما رأى في تقرير مصور للبي بي سي حال سجون إسرائيل. عن اندهاشه لمرآى المعتقلين يشاهدون التلفزيون في إحدى الغرف الاعتقالية. عن النظافة النسبية للغرف, عن محادثات التليفون التي يجريها الأسرى.
الأمر, حين تضعه مقابل شعاراتية الإعلام, وشعاراتية ما يُقال على ألسن البشر ههنا, يتكشف عن هوة رهيبة تفصل بين الحقيقة المادية وبين مقاربات الحالة, هوة أوسع من المسافة بين قدمي رشيدة مهران,
هوة أعمق من تجربة رشيدة مهران,
هوة إيه اللي حاصل يا جدعاان؟؟

يعني بسبب شعاراتية مغرقة في التهويل وإغفال الحقائق: يصدم إنسان كهذا ويقول: آآخ على حبسة من إيدين خالتي إسرائيل.
طبعا هو ليس ملاما, الملام هو التنفزنون, والرادنو, والملامون هم كل من أخبر الشاعر عن حال المعتقل في فلسطين مغفلا ذكر حقائق أساسية بضمنها: أن الكيان الصهيوني في تعامله مع المعتقلين ليس أبشع أبدا من تعامل بريطانيا مع معتقلي الحرية في إير-لندا. ذاك المنتدى ينغل بالفلسطينيين نغلا, هنالك مناضلين حقيقيين هنالك, أعرف بعضهم شخصاويا, وأعرف ما عانوه في المعتقلات الصهيونية, أحدهم أخ لشهيد استشهد في أقبية التعذيب الصهيونية, إحداهن: أخت ذلك الشهيد, وزوجة وابنة وأخت معتقل , وفي الوقت ذاته أخت معتقلة , جميعهم, حتى هذه اللحظة معتقلون في سجون إسرائيل طيب, لمَ لمْ يتنطع أحدهم لإجابة هذه التساؤلات المشروعة من المخدوع أعلاه؟؟ لأنهم يشعرون بالحرج, ولأن السيد آخر الليل, سيتغاضى بالطبع عن اكتشافاته وإلا فإنه سيصير خائنا مرتزقا في عيوننا جميعا
ولكوا يا بشر, ألم يستطع أحدكم أن يقول له حقيقة حقيقية (عجبتني هاي حقيقة حقيقية) تقول بأن السجن حالة وليس مكانا وأن تقييد حرية الحركة والتعذيب هو ذات البراز الذي يقتاته معتقلو الحرية في باقي بقاع الأرض, "الفرق بس بالقنينة" على رأي سكرجية حارتنا؟؟
ألا يستطيع أحدكم أن يقول : كل هذه "الإنجازات الإعتقالية" هي محض ثمرة أسابيع طويلة من الإضراب عن الطعام, والإشتباك مع الإدارة, وضغط المعتقلين بأصابعهم العارية في ثقب إسرائيل المكشوف: علاقتها المرتبكة بذاتها بين صورتها الديمقراطية أمام ذاتها والعالم, وبين حقيقتها العدوانية والشوفينية كـ"دولة اليهود" المشبوك بانعدام مشروعية وجودها ؟؟
بكل تأكيد لن يقول أحدهم ذلك, خوفا من أن تتشوه صورة الوحش الإسرائيلي بنفحة من الجمال (عجبتني هالألليغوري: نفحة هو سجن إسرائيلي, وأبوجمال مراغة هو أول المعتقلين اللذين استشهدوا فيه)
أقول: الجمال الزائف الذي ترتهن من خلاله إسرائيل بصورتها أمام الرأي العام الغربي الذي تحمل عبء نشر رسالته أيدلوجيا على حد سيفها المغموس بدمنا جميعا.

تعكر دمي, وأنا دمي مش وجه تعكير
نرجع للأخو.. صاحب البلوغ المذكور (إللي مش مذكور, خوفا على مشاعره) وبما إنو أنا مش ذاكر عنوان بلوغك خوخا على مشارعك الرهيفة, فاسمعني منيح
أكتب, رفيق أكتب بصدق, واتركك من حمل اليافطات, هالإنسان اللي عايش على هالأرض إلو مهمة أفضل وأقدس من حمل اليافطات اللي حتى ما بتنفع تخيط منها مريول مطبخ لمرتك ..
كل هالخراب الجميل اللي معبي فلسطين, ما طلعت فيه وردة وحدة تستحق تحكي عنها؟
كل هالحيطان المهدومة, ما لحقّت تضاجعلك شي أنثى وراها قبل ما يهدموها؟
كل هالمقلوبة ببيتنجان, بشرفك ما هي زاكية؟
ولك كُل
إشرب
دخن تعرص
إعمل أي شي بس بعرضك : لا تكتب !! حبيبك أنا
فعلا شي بيخلي الواحد يحشش
وفعلا: انا بدي حجة, أي حجة عشان أحشش
وبما إني واحد, وبما إن هالشي بيخلي الواحد يحشش فبالتالي: أنا رايح أحشش
والسلام ختام وحنيّة
ورب أخ لك خير من ألف موعاد
أما أنت يا مقيم الصلاة, فجيب ورق أوتومان , والحقني عالبلكون
ملحوظة قيّمة أكتبها بقلم الكحلة: لا أدري أي روح شريرة حلّت في بريمج هلو الخاص برفع الصور إلى سيرفر البلوغ, لذا فأنا عاجز جنسيا عن وضع أية صورة في بلوغي حتى إشعار أخر


:: :: :: ::

الميتوس المكسور:إنتصار جزئي.. هزيمة ساحقة

في زمن الأساطير , كان على الملك مينوس أن ينتظر بشرى انتصار إبنه "ثيسيوس"على "المينوتور" على هيئة شراع سفينة أبيض يرتفع في مدى إيجة.
عشق ثيسيوس أميرة كريت التي ساعدته على قتل أخيها "مينوتور"- نصف الثور ونصف الرجل- , فنسي رفع الشراع في طريق العودة, وانتحر مينوس الأب بالقفز من فوق صخرة على شاطئ "ميتوس".

في الوجدان الإغريقي, فالبشري, صارت الميتوس تعني الأسطورة, لكنها ليست تعريفا مجردا للحكاية التي تفوق الخيال, هي أسطورة ملآى بالدم, عصية على الكسر.
هي حقيقة ثابتة دون أن تثار الحاجة لإثباتها, ودون أن يتمكن المنطق المجرد من تجريدها من "واقعيتها", أمرا يشبه "الله" مثلا.

تبقى مسائل "التراجيديا" في بعدها الجمعي, واحدة وثابتة رغم تباعد الأزمنة. ويبدو أن الفلسطينيين يستمدون في لحظة الهزيمة التاريخية التي تمتد على امتداد وجودهم , بعضا من تراثهم الكريتي, فالذاكرة الجمعية تنتقل في المجتمع البشري كالشفرة الوراثية, وحكمة المهزوم, التي نبرع كفلسطينيين, في التفلت منها والتشبث بأهداف إيفوريا الانتصار ,هروبا منها, لم تستطع حتى اللحظة أن تنقذنا من غيلة جنون الخطاب البونابارتي الذي يبرع الطرفان الأقوى في الثورة, لحظيا (السلطة والأصولية الإسلامية) في أدائه.
معركة الأمعاء الخاوية انتهت, ولما نعد خسائرنا بعد, والصورة في طريقها للإتضاح, بالرغم من كل هذا الفراغ الملون الذي يسبغه "قادة الثورة" على نتائجها *

في جدلية النضال اليومي, التأقلم الرافض, الاشتباك اليومي مع العدو الذي يتحكم بمساحة الضوء و جرعة الهواء المسموحة, يبدأ المعتقلون الفلسطينيون معركة جديدة, بقوانين جديدة كليا.
هذه الأرض المحروقة تحت اقدام المعتقلين ومن حولهم تشير إلى الهزيمة الأخلاقية التي منيت بها الحركة الأسيرة, هزيمة في صميم "ميتوس"التراث الثوري في فلسطين, ذلك الميتوس الذي يتحدث عن " عصيان الحركة الأسيرة على الكسر" بالاستناد إلى كون الأسرى يقفون أمام جدار أخير لا يمكن التراجع عنه.
بالتأسيس على هذا الميتوس, تمكن المعتقلون الفلسطينيون من انتزاع عشرات الامتيازات من أشداق المخابرات الصهيونية التي كانت تدير العملية الاعتقالية بأسرها. هذا الجهاز الذي كان يواصل حربا ممنهجة على أجساد ونفوس المعتقلين بهدف إخضاعهم, و جند لعملية الاخضاع المتواصل هذه الكثير من قدراته وطواقمه.
شملت العملية على مدار سنين طوال تدخلات مخابراتية في أدق تفاصيل الحياة اليومية للمناضل المعتقل, بدءا من اختيار نوعية الطعام المقدم , و تصميم السجون وساحاتها الداخلية وغرف الزيارة, إلى التدخل في "من" و "كيف" يزور المناضل المعتقل.

عبر سنين طوال, وبالاستناد إلى عقلية "ليس لدينا ما نخسره" تمكن المعتقلون وعبر معارك دموية ومريرة مع واجهة المخابرات (خدمات إدارة السجون العامة) إقامة جمهورياتهم الخاصة داخل المعتقلات, بدءا من الثمانينات, مثلا, صار على مدير المعتقل الصهيوني أن يقدم طلبا شفهيا مسبقا, على صيغة إعلام قابل للتشاور, إلى نظيره الفلسطيني (ممثل المعتقل) لدى إجراء أي تغيير ذي معنى في حياة المعتقلين اليومية.
تمكن المعتقلون عبر حركاتهم المطلبية من التوصل إلى وضع يُسمح فيه بإدخال تلفزيون إلى كل غرفة مساجين محكومين, إدخال مواد غذائية وكتب وصحف و تمكين المعتقلين من تقديم امتحانات الثانوية العامة داخل معتقلاتهم, بل والتقدم لشهادات جامعية من داخل السجون. لم يكن أمام الجهاز المخابراتي الصهيوني سوى الإذعان أمام مطالب المعتقلين, إذ أن الحركة الأسيرة كانت فيما مضى تحرك الشارع الفلسطيني بأكمله,وكانت حالة التوازن هذه التي يتقدم عبرها المعتقلون الفلسطينيون بحذر من انجاز إلى إنجاز دون الإخلال بحالة يثبت فيها التوتر عند نقطة معينة تحددها الحركة الأسيرة نفسها,نقطة على شفى التفجير, وفي طرف التفاهمات اليومية القابلة دوما للتغيير وفقا لإرادة المناضلين.
وكانت الحالة تجد أعداء يوميين لها في الطرف الإسرائيلي. كان على هذا "الميتوس" أن ينكسر, ووجدت مخابرات العدو في "إتفاق أوسلو" منفذا يمكن لها أن تكسر عبره ظهر الحركة الأسيرة وتثني إرادتها.

بغباء مطلق وافق عرفات (إبن الستين شرموطة) على آلية تفريغ للمعتقلات من أكبر قدر من "الميتوس" مع أقل قدر ممكن من البشر. لذا, فقد اشترطت اسرائيل على السلطة أن تطلب من إسرائيل (نعم.. هذه هي الصيغة المقصودة, رغم ما يبدو عليها من ارتباك) أن يقوم المعتقلون الفلسطينيون بالتوقيع على وثيقة العار, وهي الوثيقة التي يستنكر من خلالها المعتقل ما قام به من "أعمال إرهابية", و يتعهد عبرها بـ"دعم جهود العملية السلمية".

بعد هذه الخلخلة التي أصابت وحدة الموقف في الحركة الأسيرة في صميم مشروعية وجودها ونضالها, منهجت المخابرات الصهيونية آليات عزل القيادات الأسيرة وتحويل المعتقلات إلى تجمعات بشرية فاقدة لروح الجماعة, وبعيدة كل البعد عن التقاليد الثورية, ونجحت إلى حد بعيد في ما ترمي إليه, وبالإمكان القول أن نتائج هذا كله قد تبدّت في إضراب الـ95 حيث ظهر التشقق في جدران ما اصطلح على تسميته ب" القلاع الاعتقالية" التي حلت محل تسميات "السجون".

يتبع
_____
*صرح هشام عبد الرازق, وزير شؤون الاسرى, مثلا أن المعتقلين قد تمكنوا من تحصيل 90% من مطالبهم, لكنه أكد, في المقابل أنه لا يعلم شيئا عن حقيقة الاتفاق الذي قال بأن القيادة المعزولة قد تمكنت من عقده مع سلطة السجون الاسرائيل

إلى عيسى



بتعرف يابوسريع إنو صارلي سنة ما زرتش قبرك, وأكيد انت مش عتبان, أنا هيك بقول لحالي, لأنو اللي زيك مشغولين بقضايا أكبر بكتير من المجاملات, ولأنهم صاروا أعلى من العلاقات الشخصية, هم ما عادوا أشخاص, هم تحولوا لحالة, لقضية, وهالقضية متل كل القضايا ما بنتذكرها غير بالمناسبات الرسمية, وفي الأزمات الخاصة, وفي معرض تأكيدنا على انو نحنا بننتمي للحالة, بالضبط متل المخصي اللي بيفتخر بطول زب إبن عمتو

بس مرات, بدك تعرف, إنو بتذكرك, بالأحرى كتير بتذكرك, رفيق, بالذات لما أشرب, ولما يتحول العرق لضمير كبير, ابيض, وحاد في روحي. بتذكرك وببكي.

بتعرف يا رفيق, إنو إذا بكتبلك شي رسالة عالإنترنت, بتكون هاي المسألة كمان جزء من هالإستعراض, لأنو الشهدا ما بيشوفوا انترنت, بتكون جزء من استعراض الواحد لعلاقتو بكل الأشياء الطاهرة والنضيفة, ردا يمكن على كل هالوسخ اللي بيحوّطنا.

يمكن انت تحولت لأداة, لأ: أكيد انت تحولت لأداة, بإيدي وبإيد غيري انت صرت أول شي أداة بإيدي عشان أقدر أحافظ على توازني بحالة هالإضطراب المقيم اللي ضربت كل القيم والمبادئ بهالبلد
وإنت صرت, عموما, دليل بنستعيض فيه عن هالرعب الغير مبرر اللي بنعاني منو كلنا, كبشر, من الموت, انت صرت الجواب, عملناك أكبر من الموت عشان نشوف حالنا فيك ونقول: في طريقة الواحد يشق طريقو للخلاص الفردي عبر الفعل التضحوي في سبيل الجماعة. طريق أخرى ملتوية للسعي للخلود يمكن, بعد ما ديلمون ضاعت, والطريق بيناتنا وبينها صارت محوطة بالسلك الشائك والجدار والجندي والجندي الصديق وباليومي المقيت اللي معبينا.

بس اللي بعرفو بالمقابل إن هالأسئلة الوجودية ما كانت تشغل بالك, انت كنت زبال بسيط, عفوا: مناضل ماركسي ومثقف ثوري, وقبل كلشي وبعد كلشي : زبال, و إنسان قلبه أكبر بكثييير من قدرتو على التحليل والتنظير. رغم قدرتو على التحليل والتنظير.
باختصار وفي كتير حالات: إنت كنت الدليل الأسطع على إن الفذلكة الأيدلوجية هي أداة بيستعيض فيها الناقص عن نقصه, عن عدم قدرته للوصول لقوة المثال اللي إنت بتمثلها.
هياتني بلشت أنظّر, سامحني

تجاوزا لكل هالحكي, تذكرت بشي مرة لما سهرنا سوى بالطيرة, وقلتلي انو اللحظة الوحيدة اللي يمكن الانسان يكون فيها صادق مع حالو هي لما يكتب قصيدة صغيرة ومش معدة للنشر, مش معدة للخطاب, ومش صالحة للطباعة على ورق.

هياتني كتبتلك شي صغير, كتبتو وأنا قاعد مع حالي ومعك, ومتل ما بتحب: ما نشرتو على ورق, كتبتو بقرنة كتير صغيرة وصعب حدا يلاقيها

1.
وحيدة
لكنها تغني

2.

أجمل من هذي الحياة
موتنا الكثير
الموشى بالهتافات
والياسمين

3.
"عيسى"

يسكن جذرك بطن الأرض
تحبل عين الشمس بعمرك
نسغ الشجرة
يصعد فيك

صدفة
تموت
واقفا
وأخضرا
ومديدا
كشجرة

4.
يسيل البكاء من اصابعها
يضوع العشب
بالمسك كفيّها,بالحناء
تحضن الرخام البارد
"ولا تحسبن"..
ترتعد الوردة في الكف

يخفق القلب العميق تحت التراب
والرخام
والزمن المتراكم
منذ استشهاده

وودي آلين/ الجنسي كموضوع للسخرية

تنبغي الإشارة إلى أن مقدمات هذا الموضوع انبنت على استحضاري لفيلم وودي آلين بعد قراءتي لنص هيرقليطس "بورنوغرافيا" وأن ثيمة نصه (كما أفهمها) تشبه إلى حد بعيد روح الفيلم. كما وينبغي القول أن الفيلم ليس ايروتيكيا , ولا يحوي أية مشاهد إيروتيكية بالمطلق.

قصة الفيلم :الفيلم نفسه مؤسس على كتاب د. ديفيد رؤوبين الصادر في أواخر الستينيات تحت العنوان ذاته, وقد صار أيقونة من أيقونات "الثورة" الجنسية الأميركانية مما استدعى المخرج النيويوركي الساخر وودي آلين إلى استخدام الكتاب في عمل يسخر من المجتمع, و "الثورة", ومن الكتاب ذاته.
ينقسم سيناريو الفيلم إلى سبعة مشاهد منفصلة, لا يربطها إلا ثيمة الجنس (الخارج من غرف النوم المغلقة إلى الشارع العام) , عبر الإنتقال من مشهد مهرج الملك العاشق (القرون الوسطى) الذي يسقي الملكة مشروبا سحريا لتفعيل الرغبة لديها (مشروب الحب) ليصطدم بالعائق تلو العائق إلى أن يفاجأ بأن حبيبته ترتدي حزام عفة من فولاذ مغلق بمفتاح معلق برقبة زوجها الملك. إلى مشهد الراعي الشاب الذي يحضر إلى عيادة طبيب نفسي لكي يساعده في نسيان حبيبته (أنثى الخروف التي ما عادت تحبه), لتؤدي في النتيجة إلى سقوط الطبيب النفسي ذاته في حب "الخروفة" . إلى مشاكل مواطن عادي مع زوجته التي لا تصل إلى "الذروة" أثناء ممارسة الحب, ووصوله إلى حل سعيد يقتضي بأن يمارس الجنس مع زوجته في الأماكن العامة. إلى التابو المفروض على الـ crossdressers عبر مشهدية مليئة بالصدف التي تذكر بمسرحية ميكافيللي "اليحمور" . عروجا على قصة الثدي الخطير(المفضلة لدي) الذي يهاجم البلد ويقتضي استعدادات خاصة. وصولا إلى مشهد "ماذا يحدث أثناء الإنتصاب" وقصة حياة وطموحات حيوانات منوية شابة تعيش قلقا وجوديا خطيرا, وتعاني من انعدام ضمانات مستقبل سعيد في عالم يعزل الجنس عن حقيقته كآلية استيلاد وتكاثر.

يطرح الفيلم, قضايا هامة تتعلق بنظرة المجتمع الأميركي والغربي عموما إلى الجنس, ويقف من زاوية الجنس للنظر في عيني "إرادوية التحطيم" التي تنبني عليها ثقافة الـ
sixties
البوهيمية.

من القضايا التي يضيؤها الفيلم مثلا: قضية الشهوانية مقابل القمع الجسدي المجتمعي , ومدى شرعية رغبة كل منهما في تحطيم الآخر(عبر معادلة الـ
sixties
التي لا ترضى حلولا وسطى), والأمر لا زال يناقش حتى اللحظة(بطرق أكثر إملالا وشعاراتية), حتى في البرامج الإنتخابية لمرشحي الدخول للبيت الأبيض (شعار ريغان وبوش حول : دعم قيم العائلة الأميركية مثلا).
إحدى القضايا الهامة التي يناقشها الفيلم, قضية الفضيحة المجتمعية , وأثرها في تحطيم الفرد في مجتمع ينظر إلى العالم من حوله عبر التلفاز, ويستند إلى الوسيط الإعلامي لتحديد موقفه من القضايا الآنية, ومن نظرته إلى ذاته (مشهد الطبيب النفسي مثلا).

أحداث الفيلم مشوقة, و طريقة وودي آلين في "تصعيد" حبكة المشهد, ومن ثم حلها ليست مضحكة (بالمعنى الجسدي الفظ للكلمة) بقدر ما هي تبعث على السخرية والتأمل. وهذه هي وظيفة "الساتيرا" بعد كل شيء


تعبت

أما أنت يا مقيم الصلاة: إطفي الضو بعد ما تخلص

__________________
للإستزادة
http://www.moria.co.nz/sf/everythingaboutsex.htm

تغريبات

-1-
على هذا الطرف من الحدود
عطشتك اليوم كثيرا
عطشت بياضك
تفاصيل فستانك
ازرقاق كحل عينيك
عطشتك كثيرا
فكان عليّ أن أختار:
أموت
أو أستعين, بفقدان عقلي
على الحياة


-2-
مرة أو مرتين في العمر
الأحلام تزورنا,
على غفلة, من جفونن
ا كي لا نذوق طعم النوم
طيلة العمر


-3-
رؤيا
بنٌّ محترق كماضيَّ
لاذع كأحلامي
مرٌّ كشفاهي
هكذا أحب القهوة

-4-
قرار
عندما يزورني الحلم
سأستعين عليه بالنسيان
وهكذا أعيش أطول
دون أي مبرر منطقي


-5-
عن الأغنيات
"ليس على هذه الأرض سوى الرصاص
وهدير البيانات
وجوه الغرباء الملفعة بالرعب و المجهول
وجنازتي الآتية"
-متى, يا ربّ, سيشفى الولد من عماه؟



-6-
هكذا يرجئ الشجر انتقامه

رسالة
غارقة بالدم
في يد مقطوعة الشرايين.
فتوى "شرعية".
مرسومٌ ملكيٌّ .. بقطع الألسنة
واغتيال الأحلام.
منشور دموي.
احصائية لدائرة الأحوال المدنية
وأسماء القتلى
وضحايا الزلزال.
جريدة حكومية

الغابة.. في جثة
الجثة.. في شجرة
ستصير ورقا
لا أحد يعلم مصيره
لكنه
سيحدد
مصائرنا
جميعا..



أما أنت يا مقيم الصلاة: ما فهمتنيش؟ شد اللحاف! ونام, وخلي النوم يطول

يعدُها

ينتزع قلبه ويعصره
"أريد أن نكبر معا ونعبر نحو عتبة آخر العمر سويا"
يمدد شريانه في الذراع ويسحبه من قمة خنصره حتى الكتف
"سأجدل لك منديلا تلفينه حول خصرك فيدفئ إبني في الرحم"
يضغط بأصابعه على حلقه فيكسره, ويخرج صوته حشرجة
"سأغني لك كي تنامي على كتفي يا عصفورة"
يقتلع رموشه, رمشا تلو الآخر, ويذرها في الهواء
"سأضيء أحلامك برماد جسدي يا نجمة"
يعض على شفته حتى يكز السن شفته السفلى فتزرقُّ
"وسوف أقبل خطوات نعلك على بلاط الغرفة, خطوة خطوة, حتى تصير الأرض بمذاق شفتي ودفء دمي"
يسقط رأسه ويتدحرج تحت السرير
"هو ذا, أتفهمين؟ أضمن لك, يا مطر, أنك ستبدأين بعد الشعيرات الرمادية في ذقني, وتشترين لي دواء مرض القلب, وسنفتح معا أول مكتوب من حفيدتنا الآتية, قبل أن أفكر في أن أقول: مللت من الحياة"
أضلاعه كسرها, ضلعا إثر ضلع, وألقاها من النافذة القريبة وقال
" أحبك أنا يا قلب , فكوني امتدادي, ظلي جنتي وظللي قلبي بدفء حضورك في دمي, لا تبتعدي كثيرا في البكاء"



هو لم يمت بعد قلبه يتوهج بها
هي, لم تعرف بعد, أنه يحبها إلى هذا الحد
لكنه يعدها: سيواصل حتى تعرف, أنه يحبها إلى أن يكبرا معا, حدا يشيب معه شعر ذقنه, فيحتاج إلى دواء للقلب, ويفتحا أول مكتوب من حفيدتهما البعيدة