الاثنين، أكتوبر 31، 2005

هي أغنية,, هي أغنية



نوقد لك في محراب القلب شمعة

قيدوا شمعة يا أحبة ونورولي

رمشتين من رمش عين وبيندهولي

من هنا, سكة ملامة

من هنا

سكة ندامة

سكتين, يالله السلامة

أمشي فين, يا ناس قولولي

قيدوا

شمعة

ونورولي

كراسة رسم







1
أسود

يبتسم الولد ذي الشفتين اللتان تبدوان كقطرتي ندى, يضحك حين يحمله الرجل الذي يشبه دبا ضخما طيبا.
يمد الولد كفه الوردية اليمنى نحو ثدي الرجل, فيفر عصفور داخل صدره الذي يشبه جلد غوريللا مكسوة بالشعر.

الرجل, يحدق في عينين أصغر من قطرتي عسل, يضع اصبعه على شفتي الطفل الذي يثغو.. ينظر الرجل الى معصمه الأيسر: " حان وقت العمل".

يضع الطفل في مهده الخشبي فوق الأرض الباردة المفروشة بالحصير, يقبله ويربت على كتف الأم الساكنة التي تحيك الصوف أمام الموقد.
يضع قلبه في الخزانة, يرتدي, تحت معطفه الأسود, جرزة صوفية مثقوبة من جهة القلب , ثم يغلق الباب بهدوء كي لا يزعج الملاك الذي نام للتو.
"مسرور", سياف الخليفة, يذهب الى عمله, كعادته منذ سنوات!!

***


2
رمادي

هذه السيجارة, لن تستطيع ادفاء صدرك, ذاك المستباح أمام الشحاذين, ورئيس شرطة المدينة, و الأبناء المراهقين لتجار الذهب والصيارفة.
لم تعد تستطيع إدفاء صدرك يا امرأة تفرك جلدها عند حمّام الفجر البارد بخرقة تكاد تمزقه لكي تستطيع النوم وفي مسامها رائحة أخرى غير رائحة لعاب الزبائن الليليين.
لن تدفع الصقيع عن صدرك, تلك الجمرة الصغيرة, يا امرأة الشوارع المظلمة كقلب لا يطرق بابه سوى السكارى و زبائن الفجر البارد, فتعالي الي أنا؛ بائع الزهور الذابلة الذي يرش ايامه على الرصيف المقابل لرصيف الداعرات وهو يصفر أغنية طويلة وحزينة كالعمر الذي أمضاه في زحمة المدينة التي يشبه لونها رماد سيجارتك.


***

3
أحمر

تحت الحجر, زرعته, ذلك الحجر الذي يكاد ينشق عن وردة حمراء كهتاف الصبية في مظاهرتهم الأولى, كشهيق الشهيد الأخير, وكبرقوقة تشعل الظهيرة تحت عش السنونو, تحت الحجر تماما, في تربة رطبة حبلى بعشب السنين القادمة الذي سينام عليه عاشقين في زمن آت.
زرعته تحت حجر, لم يكن لدي الوقت الكافي لألفه برسالة عاشقة, ولم يُبقِ لي الرصاص الذي يثقب الهواء والصباحات والأفئدة شهيقا كافيا كي أزيل عنه الصدأ
تحت الحجر زرعته, تماما تحت الحجر, حيث ستسندين رأسك ذات ليلة وتنظرين نحو النجوم وتعُدين الأيام التي تبتدئ من حيث قدميك وتمتد حتى تتخلل مفرق شعرك, وتصير في ليل المساكين نجمة.
هنالك, تحت الحجر, حيث العشب الذي يشق رحم التراب صهيلا صاعدا نحو نحر الشمس وأفراح الغلابا و أعياد العنب
يا التي كنت ساعشقها يوما
ضعي أذنك على العشب يوما, لأجلي, ستسمعينه من تحت الحجر, كجناحي يمامة, يخفق .

***

4
أبيض

غيمة فوق الأرض, تلد حمائما, وتتشكل أمام عيني الطفل : غزالا
غيمة بيضاء فوق الارض, تستولد الأغاني, فيسيل منها الندى على أسطحة البيوت المعشوشبة فوق حكايا الجدات اللواتي تلمع أعينهن كالخرز في الشتاءات قرب الأطفال الذين يعاندون النوم
غيمة بيضاء تسيل من قنبلة الغاز تتخلل جرزة الصوف, والجلد الطري, والعينين اللتان ترعيان في السماء, سكينة قطيع الغزلان الشاردة
غيمة بيضاء, تبتلع جسده الساخن الداخل توا في حلق الموت, وفي عينيه صورة لغزال سارح في زرقة السماء

***

5
أزرق

كالبحر, ينفتح الأفق أمام عينيه, فيغني عن سور عكا موالا طويلا كليل العسكر
"عكا فرس من موج
عا شطّ البحر
عكا إسم للطير والأفراح
وما غنّى العمر"

تحاصر أغنيته الحشرجة, فيشعل لفافة التبغ المغموسة بعبق البحر, وينفث روحه في المدى طيرا يحلق في سماء الشعوب

"عكا, فرس
عصفور طار فوق الحدود
رغم الحرس
عكا بحر
عكا جبل
عكا عمر جاي
عكا. أنا
موال أزرق, ميجنا
كيف اللي حاصر أو دخل
لبيوتك البيضا.. رحل
كيف اللي عمره ما انكسر
ع بوابك الخضرا انكسر "

على الشاطئ المكسور بالسور الصخري, يصفر أغنية عاشقة حزينة, ويطير نحو المدى, قفزة حرة نحو الصخور والرذاذ ومزق الأشرعة . صوت مكتوم لا يكسر عادة البحر اليومية, والجمجمة التي انكسرت فاندلقت منها الأغاني غاصت في زرقة البحر صرخة مكتومة لن يسمعها أحد.


***
6
أخضر



تلحسوا طيزي, إنتوا ما صدقتوا ؟ :)




أما أنت يا مقيم الصلاة, أعطيها بتعطيك

السبت، أكتوبر 29، 2005

بلادٌ على أُهبةِ الفجرِ


هنا, عند مرتفعات الدخان, على درج البيتِ
لا وقت للوقتِ,
نفعلُما يفعل الصاعدون إلى اللهِ:
ننسى الألم

الألم,
هو: أن لا تعلّق سيدة البيت حبل الغسيل
صباحا, وأن تكتفي بنظافة هذا العَلَم

بلادٌ على أُهبة الفجر,
لن نختلف
على حصة الشهداء من الأرض,
هاهم سواسية
يفرشون لنا العشب
كي نأتلف
محمود درويش: حالة حصار

الجمعة، أكتوبر 21، 2005

هفففف

ونزلنا عن "السجرة"... أخيرا
http://arabblogcount.blogspot.com/2005/10/blog-post_112923341604442731.html#c112940211550088255

الأحد، أكتوبر 16، 2005

مفازة تخضرّ تحت المعطف الكابي


الصورة المرفقة


الصورة تصميم قديم ل"روعة"


هذا الرجل, ذو المعطف الكابي الطويل, والحدقتين الواسعتين كقلب, لو كان وطنا, لكانت جماهير دمه لا تتوقف, الآن, عن الانتفاض.
هذا الرجل, ذو الذقن الشائكة التي تشبه مفازة تملؤها شواهد قبور الشهداء, لو كان سهبا من قمح, لكان صوته الحريق الذي يتصاعد في كل الجسد, وكل الروح, والعروق المتوترة التي ما بينهما, تلك التي تضج بالأغنية-الهتاف.
هذا الرجل الذي يرتحل الآن نحو ركن قصي في الذاكرة, لا يأبه سوى للوطن المتروك في ركن الغبار, ينسى أن الوطن فيه أكبر, وأن الحلم من حلقه يخرج أشهى, واننا جميعا نموت, لولا صوته والأحلام, والرؤى التي تصطبغ بالعرق والنبيذ والدم.
هذا الرجل,الذي ُقدّ من سهر, ومن عشق, ومن إيفوريا تسكن اللحم الضامر. يسكن في الضمير, كحالة خضراء وحادّة, ترفع الرؤيا إلى أقصى مداها. وتوسع المدى حتى يصير بعرض الوطن والصباح معا.

هذا الرجل الذي تهاوى قلبه في الخندق المتقدم, الرجل المنذور للحلم والانتظار, انتظارنا نحن, يغنّينا , يغني انكساره أسئلة ملحنة ويشرعها في المسافة الحقيقية بيننا وبينه, هي ذات المسافة بين الإيمان والفعل, وهي ذات المسافة بين المتفرجين وبين من ينبثق دمهم من راحة الكف, فيضيء البريّة

وهبت عمري للأمل
ولاجاشي

أما أنت يا مقيم الصلاة, مش جاي عبالي أحكي معك اليوم

وانهار؟


وانهار؟ أنا صمودي
ما يلمه ليل ونهار
وعذابي يزيد نبعي نبع وانهار
بوي عذابي يزيد نبعي نبع
وانهار
كذب من قال
أعوف الوطن وانهار
شيوعي ودوم مخلص للقضية

http://iftiraadi.tripod.com/wanhaar.ram



















































السبت، أكتوبر 15، 2005

ضوء






اجلس أمام النافذة
أخيطُ شارعاً بشارع
وأقول متى أصلكِ

عدنان الصائغ

حكمة رمضانية

Today is the first day of the rest of my life

الاثنين، أكتوبر 10، 2005

كفر قاسم



مجزرة كفر قاسم, صارلها 49 سنة
برأيي الموضوع طوّل أكثر من المفترض, خصوصا إنو لسى عم بنغني " عشرين عاما وأنا أبحث عن أرض وعن هوية" وبحكم إنو عارنا القومي, وهولوكوستنا مستمر من أكثر من نص قرن

بعدين أنا زهقت يا عمي من الاحتلال, حدا يحكيلو كلمة خير مع شارون, , قولولو (وايضا : لولولو) إنو واحد إفتراضي مل, وإنو المسألة طولت, فبالتالي يتفضلوا يرجعوا على أوروبا بلا مسخرة, لأن "للصبر حدود" (أصلا كل شي, كل دولة, إلها حدود, باستثناء السلطة الوطنية)

والله من وراء القصد

صار وقتها



إلى عيسى عابد

بتعرف يابوسريع إنو صارلي سنة ما زرتش قبرك, وأكيد انت مش عتبان, أنا هيك بقول لحالي, لأنو اللي زيك مشغولين بقضايا أكبر بكتير من المجاملات, ولأنهم صاروا أعلى من العلاقات الشخصية, هم ما عادوا أشخاص, هم تحولوا لحالة, لقضية, وهالقضية متل كل القضايا ما بنتذكرها غير بالمناسبات الرسمية, وفي الأزمات الخاصة, وفي معرض تأكيدنا على انو نحنا بننتمي للحالة, بالضبط متل المخصي اللي بيفتخر بطول زب إبن عمتو
بس مرات, بدك تعرف, إنو بتذكرك, بالأحرى كتير بتذكرك, رفيق, بالذات لما أشرب, ولما يتحول العرق لضمير كبير, ابيض, وحاد في روحي. بتذكرك وببكي.

بتعرف يا رفيق, إنو إذا بكتبلك شي رسالة عالإنترنت, بتكون هاي المسألة كمان جزء من هالإستعراض, لأنو الشهدا ما بيشوفوا انترنت, بتكون جزء من استعراض الواحد لعلاقتو بكل الأشياء الطاهرة والنضيفة, ردا يمكن على كل هالوسخ اللي بيحوّطنا. يمكن انت تحولت لأداة, لأ: أكيد انت تحولت لأداة, بإيدي وبإيد غيري
انت صرت أول شي أداة بإيدي عشان أقدر أحافظ على توازني بحالة هالإضطراب المقيم اللي ضربت كل القيم والمبادئ بهالبلد
وإنت صرت, عموما, دليل بنستعيض فيه عن هالرعب الغير مبرر اللي بنعاني منو كلنا, كبشر, من الموت, انت صرت الجواب, عملناك أكبر من الموت عشان نشوف حالنا فيك ونقول: في طريقة الواحد يشق طريقو للخلاص الفردي عبر الفعل التضحوي في سبيل الجماعة. طريق أخرى ملتوية للسعي للخلود يمكن, بعد ما ديلمون ضاعت, والطريق بيناتنا وبينها صارت محوطة بالسلك الشائك والجدار والجندي والجندي الصديق وباليومي المقيت اللي معبينا.
بس اللي بعرفو بالمقابل إن هالأسئلة الوجودية ما كانت تشغل بالك, انت كنت زبال بسيط, عفوا: مناضل ماركسي ومثقف ثوري, وقبل كلشي وبعد كلشي : زبال, و إنسان قلبه أكبر بكثييير من قدرتو على التحليل والتنظير. رغم قدرتو على التحليل والتنظير.
باختصار وفي كتير حالات: إنت كنت الدليل الأسطع على إن الفذلكة الأيدلوجية هي أداة بيستعيض فيها الناقص عن نقصه, عن عدم قدرته للوصول لقوة المثال اللي إنت بتمثلها.
هياتني بلشت أنظّر, سامحني

تجاوزا لكل هالحكي, تذكرت بشي مرة لما سهرنا سوى بالطيرة, وقلتلي انو اللحظة الوحيدة اللي يمكن الانسان يكون فيها صادق مع حالو هي لما يكتب قصيدة صغيرة ومش معدة للنشر, مش معدة للخطاب, ومش صالحة للطباعة على ورق.
هياتني كتبتلك شي صغير, كتبتو وأنا قاعد مع حالي ومعك, ومتل ما بتحب: ما نشرتو على ورق, كتبتو بقرنة كتير صغيرة وصعب حدا يلاقيها


1.
وحيدة
لكنها تغني



2.

أجمل من هذي الحياة
موتنا الكثير
الموشى بالهتافات
والياسمين



3.

"عيسى"
يسكن جذرك بطن الأرض
تحبل عين الشمس بعمرك
نسغ الشجر يصعد فيك
صدفة
تموت
واقفا
وأخضرا
ومديدا
كشجرة

4.

يسيل البكاء من اصابعها
يضوع العشب بالمسك
كفّها,بالحناء
تحضن الرخام البارد
"ولا تحسبن"..
ترتعد الوردة في الكف



وبطريقة ما
يخفق القلب العميق
تحت التراب
والرخام
والزمن المتراكم منذ استشهاده












النهااااااااااااية

وأنت يا مقيم الصلاة, شو بتستنى ؟؟

الأحد، أكتوبر 02، 2005

موطني.. كس اختك


أي شيء لم نقدمه لهذا الوطن ؟

بعضنا مات

والبعض الآخر مشغول

بتدبيج الخطابات

***

تكتب في القلب نشيدا-

لم يسمع أحد بغنائك-

فالكل يراك نهائيا

...معتادا, للحد الأبعد

ما همّ؟!

دفء القلب يعيد صياغتك

داخلك المتشقق يلتئم/ تتماهى

مع أحلامك

وتصير نشيدا

يُكتب في صفحتهم

وتصير بروقا..وتصير بيارق!

**

ستكون الكلمات غبارا من برق

يلثم صورتك الزائلة

ستُمحى بالهالة

سيصيّرُك دعاة الثورة قديسا

من خلف مكاتبهم

ما همّ؟!

تكتب تاريخ الوجع الدامي

أم تسقط منتحرا

..ما همَّ؟!

بكت الحسناء النائمةأم لم تبك

...سينسونك

ستصبح فيما بعد "نهائيا"

"معتادا.. للحد الأبعد"

سيعيش أولئك عمرهم

في حين تسافر رحلتك القصوى

في المجهول.

.ما همّ!