الأحد، يوليو 17، 2005

يعدُها

ينتزع قلبه ويعصره
"أريد أن نكبر معا ونعبر نحو عتبة آخر العمر سويا"
يمدد شريانه في الذراع ويسحبه من قمة خنصره حتى الكتف
"سأجدل لك منديلا تلفينه حول خصرك فيدفئ إبني في الرحم"
يضغط بأصابعه على حلقه فيكسره, ويخرج صوته حشرجة
"سأغني لك كي تنامي على كتفي يا عصفورة"
يقتلع رموشه, رمشا تلو الآخر, ويذرها في الهواء
"سأضيء أحلامك برماد جسدي يا نجمة"
يعض على شفته حتى يكز السن شفته السفلى فتزرقُّ
"وسوف أقبل خطوات نعلك على بلاط الغرفة, خطوة خطوة, حتى تصير الأرض بمذاق شفتي ودفء دمي"
يسقط رأسه ويتدحرج تحت السرير
"هو ذا, أتفهمين؟ أضمن لك, يا مطر, أنك ستبدأين بعد الشعيرات الرمادية في ذقني, وتشترين لي دواء مرض القلب, وسنفتح معا أول مكتوب من حفيدتنا الآتية, قبل أن أفكر في أن أقول: مللت من الحياة"
أضلاعه كسرها, ضلعا إثر ضلع, وألقاها من النافذة القريبة وقال
" أحبك أنا يا قلب , فكوني امتدادي, ظلي جنتي وظللي قلبي بدفء حضورك في دمي, لا تبتعدي كثيرا في البكاء"



هو لم يمت بعد قلبه يتوهج بها
هي, لم تعرف بعد, أنه يحبها إلى هذا الحد
لكنه يعدها: سيواصل حتى تعرف, أنه يحبها إلى أن يكبرا معا, حدا يشيب معه شعر ذقنه, فيحتاج إلى دواء للقلب, ويفتحا أول مكتوب من حفيدتهما البعيدة

ليست هناك تعليقات: