"نموت إن لم نخلق الآلهة
نموت إن لم نقتل الآلهة
يا ملكوت الصخرة التائهة"
****
كوب الشاي, مشروب يستحضر الفقر بكامل قيافته فتنثال تداعيات الجوع الذي يفتح شدقيه على الشباك وينقر الزجاج طالبا النجدة من كل هذا الموت الذي في الخارج, يفحّ الجوع ذي الجسد الأبيض العاري فتتجمد عروقك, كوب الشاي , ابحار المجازيّ في البحث عن كمشة دفء يمكن أن يملأ أمعاءك المرتبكة بحكايا المطر.
شيئا فشيئا, على عتبات هذا الفجر المشروخ بالقنابل المضيئة وقذائف الـ تي 3 والرصاص عيار ثمانمئة و 1200, ينقص الشاي, فيمتلئ الكأس بهواء الصبح الكحلي, ترتخي الأعصاب ويصبح من الممكن أن تستسلم للنوم تحت الشباك في كل هذا البرد. والجوع لا زال ينظر إليك من الشباك بحدقتين فاغرتين
****
رصاصة الكلاشنكوف ب12 شيكل , رصاصة الإم 16 بـستة شواكل, علبة دخان الجولواز بعشرة شواكل.. مخصص التنظيم 400 شيكل , تفضل وحلها, عليك أن تختار بين أن تقلع عن التدخين وتوفر ثمن صلية تطلق عبثا على دبابة ميركافاة, أو تعمل على المدى الاستراتيجي: تشتري بالـ400 شيكل دخان, وتسهم في تلوث البيئة كي يموت الجنود, والإحتلال, والكروش, وبعوض المستنقعات, والقيادات المهترئة التي قد ’ترش‘ على يافطات انتخابات الجامعة ما يمكن أن يشتري صناديقا من الذخيرة
****
ليس في بيت لحم أحمد سبع الليل, ليس هنالك أحمد زكي, ربما في هذه المدينة لا وجود لأحمد على الإطلاق,
قبل الإجتياح, أغلق العقيد مركز الشرطة وزع على العناصر مخازن الرصاص, 3 لكل عنصر, وقال لهم: إسمعوا, الجولاني, الجفعاتي, المظليين, دوفدوفان, إيجوز, و الدبابات والأباتشي والإحتلال والهامر وشارون وموفاز وأميركا قادمون .. فانتشروا.
انتشر الفقراء في الشوارع, تحت البيوت ورحمة الأباتشي, احتموا بالخرائب, مروا بجانب الجسد الأبيض الذي يحدق في من نافذتي بعينين فاغرتين ,
أحدهم, جبان جدا, يحب حياته كثيرا في زمن التحام الأرض بالملحمي فيها, يبحث عن خلاصه الفردي في زمن يكاد حتى السكس يكون فيه جمعيا وفعلا قوميا مضمخا بالدم. خطاه قادته نحو بيت خطيبته, هنالك أخفى كلاشينكوفه, طوى بذلته العسكرية ونام بالشبّاح حتى انتهاء الاجتياح
انتشر الفقراء تحت السناسل, يشحذون الساندويشات وأكواب الشاي من بيوت السكان المرعوبين, وعند "الإيلاج" أطلقوا كل ما في مخازنهم ولاذوا بالفرار..
بعد أيام,عندما رهز الاحتلال رهزته الأخيرة في شرايين المدينة. انسحبت دباباته, وعاد الفقراء الذين يلبسون ثياب الشرطة المتسخة بغبار الحواكير المحيطة إلى عقيدهم.
جميعهم عوقبوا بخصم معاشاتهم الشهرية لثلاثة أشهر متواصلة لأنهم أهدروا مال الدولة.
ذاك,ذي البزة التي لم تخصب بالشوك وغبار الأزقة, لم يخصموا معاشه
****
"ما بعرفن, ما شايفن
لفّوا وجوهن بالقمر
ما بعرفن
ما شايفن
خبوا سلاحهن
بالوعر
خبوا أساميهن
ما في حدا بيشوفها
إلا إذا ماتوا
وتعلقوا متل التحف
متل القمر
عم ينخطف"
جنود الأمن الوطني, القادمين من غزة, الفقراء الذين يقيمون على علبة السردين في خندقهم مأدبة, الذين يدخنون "عمر" و "فريد" و "إمبريال" , الترابيون ذوي العيون المكسورة حين تمر عنهم صبايا الجامعة دون أدنى التفاتة,
المخلوقات التي ترتدي بذلات ترابية مهترئة, تشتري بمعاشاتها الشهرية دخانا وسردينا ورصاصا للكلاشنكوف, لأن القيادة لا تسمح لهم بإهدار أموال الدولة, ولأنهم يشتهون أن يقيموا وليمة شواء على لحم الميركافاة
****
ميري, مجددا, لا تزال عينا هذه البنت تحرقان داخلي
ميري , أراها فأسمع صوت أميمة الخليل: نامي نامي يا صغيرة
ميري تفتح حدقتيها عن آخرهما, جاء الملثمان, كمنا في "بيت جالا" تحت بيتها القريب من مشفى المدينة, والإحتلال على مسافة أمتار من المشفى , والمشفى على مسافة امتار من البيت, والملثمان المسلحان بالإم 16 يكمنان في انتظار الاحتلال الذي يختبئ في الدبابة
سكن الليل, والهدير, ووقف الموت في كحلية الفجر يتفرج على ميري ويعد خواتمه, والملثمان يغطيان ارتباكهما بالعض على هذيان ما قبل الموت, أحدهما كرر أكثر من مرة بيتا من "عبد الله الإرهابي :"عضلات الزند, جميع الرجف الحربي, وبيتان من العشق وسيف ومكارم"
يخرج الأبوين, وجورج الصغير إلى الملثمين, يقولان لهما: ديروا بالكوا, الدبابة قريبة, وثلاثتهما يأملان ألا تحدث المعركة تحت البيت حتى لا تتشظى حياة العائلة في معمعان الثورة التي تواجه الميركافاة ببندقيتي إم 16 ويناديان "ماري":
ميري, تخافيش حبيبتي
وميري المتجمدة, على أهبة الموت فجرا , تظن المسلحين جنودا اسرائيليين جاؤوا لذبحها
ميري, يجرها ’جورج‘ الصغير من يدها, فتنساق في صمت الحملان نحو درج المنزل, تستجمع روحها فتتحرك شفتاها الزرقاوان, تسأل أحدهما, إنتوا عرب متلنا عمو؟. تحاول رسم ابتسامة تتسول بها الإيجاب, تنهار ابتسامتها تحت هذا البرد
تنهار القصيدة, وينهار أحد الملثمين.. تغرورق عيناه بالدمع فينادي صاحبه, تعال, معركتنا هنا انتهت, فلنبحث عن مكان آخر نموت فيه
****
هل قلت أنه لا "أحمد" في بيت لحم؟
حسنا أنا مخطئ
هنالك أحمد السمور, الذي أفرغ مخزن الرصاص في بطن الدبابة من أحد الأزقة وانطلق لا يلوي على شيء, وحين حاصره الموت من كل جانب دق على باب أحد البيوت فسمع بكاء طفل, كل هذا وماسورة الموت تستدير نحوه, تضعه على صليب المهداف, في مدينة يسوع, والطفل يبكي في الليل, والليل ينتحب على هذه الهزيمة التي لا تندلق على المدينة مرة واحدة كالمطر كي "نخلص "
شد يا أحمد زندك
فالأعالي تشتهيك
تعشق بندك
ما هو العالم بعدك
هذه الحواكير تسعى إليكا
نشأت تحت يديكا
فأثرها
وأدرها
وليكُ اللاحدّ حدّك
وسّع الدنيا إذا شئت
وإن شئت اختصرها
جُمّع التاريخ عندك
ماسورة الدبابة تستدير, وأحمد السمور يدق الباب الآن بكلتا يديه,
الطفل الآن يبكي, والصوت يمر من شق تحت الباب نحو قلب الرجل ذي البندقية الخاوية
والماسورة تستدير
, "وأحمد من هنا يصعد
كي يرى حيفا"
صوت الأم تستجدي الغريب ألا يرشق دمه على باب منزلها, وقرب الباب خروبة يكاد قلبها يسقط في عمق هذا الليل
"كل هذا الليل لي !"
يستدير أحمد
يدرك أن هذا الموت يليق بالفجر الكحلي, يستدير, ويواجه الدبابة
"وشوهد يهوي
إلى باطن الأرض
لكنه, مغرم بالوصول"
****
أميمة الخليل تغني: عصفور طل من الشباك, والسيجارة تنتحر على شفتيه, يقترب من المدفأة اكثر, يود لو يخبئها في ضلوعه, ينظر من النافذة المتصالبة مع ضوء القمر, لا غيوم في السماء
صوت القصف يقتلع رموش الأطفال ويتجشأ أحلامهم في مدى الخوف الذي ينتشر فراغا يحبل بالاحتمالات في الغرف المظلمة, والراديو ينظم دقات قلوب الساكنين المختبئين تحت الأغطية الصوفية
ينظر من النافذة, دبابات الاحتلال تجاوزت منزله وصارت الآن على مداخل المدينة القديمة, كنيسة المهد وحارة السريان والسوق القديم, معقل المقاومة, هناك قرر مناضلو الجهاد الإسلامي القتال كربلائيا, حتى آخر اختلاجة في القلب,
توغل الدبابات في عمق شريانه فيتوقف القلب عن الوجيب
دقت الساعة التي في الراديو, ارتجف القمر وقالت المذيعة : إنتصف ليل فلسطين!
****
هذا الفجر مديد كالنحيب !
****
"فليكن,
لا بد لي أن أرفض الموت"
والموت يحاصر صوت مارسيل خليفة, وفي ليالي القصف السعيدة, الليالي التي سيتذكرها من يعيش, سترتبط الذكرى بصوت الشيخ إمام ومارسيل وأميمة الخليل وفيروز, هذا, عربيا, هو الإسهام الأعظم في جعل موتنا أقل إيلاما
"لنا, خلف هذا المدى, إخوة يحبوننا"
****
المقتطفات الشعرية في النصوص أعلاه لكل من أدونيس,عبيدو باشا, مظفر النواب, ومحمود درويش
نموت إن لم نقتل الآلهة
يا ملكوت الصخرة التائهة"
****
كوب الشاي, مشروب يستحضر الفقر بكامل قيافته فتنثال تداعيات الجوع الذي يفتح شدقيه على الشباك وينقر الزجاج طالبا النجدة من كل هذا الموت الذي في الخارج, يفحّ الجوع ذي الجسد الأبيض العاري فتتجمد عروقك, كوب الشاي , ابحار المجازيّ في البحث عن كمشة دفء يمكن أن يملأ أمعاءك المرتبكة بحكايا المطر.
شيئا فشيئا, على عتبات هذا الفجر المشروخ بالقنابل المضيئة وقذائف الـ تي 3 والرصاص عيار ثمانمئة و 1200, ينقص الشاي, فيمتلئ الكأس بهواء الصبح الكحلي, ترتخي الأعصاب ويصبح من الممكن أن تستسلم للنوم تحت الشباك في كل هذا البرد. والجوع لا زال ينظر إليك من الشباك بحدقتين فاغرتين
****
رصاصة الكلاشنكوف ب12 شيكل , رصاصة الإم 16 بـستة شواكل, علبة دخان الجولواز بعشرة شواكل.. مخصص التنظيم 400 شيكل , تفضل وحلها, عليك أن تختار بين أن تقلع عن التدخين وتوفر ثمن صلية تطلق عبثا على دبابة ميركافاة, أو تعمل على المدى الاستراتيجي: تشتري بالـ400 شيكل دخان, وتسهم في تلوث البيئة كي يموت الجنود, والإحتلال, والكروش, وبعوض المستنقعات, والقيادات المهترئة التي قد ’ترش‘ على يافطات انتخابات الجامعة ما يمكن أن يشتري صناديقا من الذخيرة
****
ليس في بيت لحم أحمد سبع الليل, ليس هنالك أحمد زكي, ربما في هذه المدينة لا وجود لأحمد على الإطلاق,
قبل الإجتياح, أغلق العقيد مركز الشرطة وزع على العناصر مخازن الرصاص, 3 لكل عنصر, وقال لهم: إسمعوا, الجولاني, الجفعاتي, المظليين, دوفدوفان, إيجوز, و الدبابات والأباتشي والإحتلال والهامر وشارون وموفاز وأميركا قادمون .. فانتشروا.
انتشر الفقراء في الشوارع, تحت البيوت ورحمة الأباتشي, احتموا بالخرائب, مروا بجانب الجسد الأبيض الذي يحدق في من نافذتي بعينين فاغرتين ,
أحدهم, جبان جدا, يحب حياته كثيرا في زمن التحام الأرض بالملحمي فيها, يبحث عن خلاصه الفردي في زمن يكاد حتى السكس يكون فيه جمعيا وفعلا قوميا مضمخا بالدم. خطاه قادته نحو بيت خطيبته, هنالك أخفى كلاشينكوفه, طوى بذلته العسكرية ونام بالشبّاح حتى انتهاء الاجتياح
انتشر الفقراء تحت السناسل, يشحذون الساندويشات وأكواب الشاي من بيوت السكان المرعوبين, وعند "الإيلاج" أطلقوا كل ما في مخازنهم ولاذوا بالفرار..
بعد أيام,عندما رهز الاحتلال رهزته الأخيرة في شرايين المدينة. انسحبت دباباته, وعاد الفقراء الذين يلبسون ثياب الشرطة المتسخة بغبار الحواكير المحيطة إلى عقيدهم.
جميعهم عوقبوا بخصم معاشاتهم الشهرية لثلاثة أشهر متواصلة لأنهم أهدروا مال الدولة.
ذاك,ذي البزة التي لم تخصب بالشوك وغبار الأزقة, لم يخصموا معاشه
****
"ما بعرفن, ما شايفن
لفّوا وجوهن بالقمر
ما بعرفن
ما شايفن
خبوا سلاحهن
بالوعر
خبوا أساميهن
ما في حدا بيشوفها
إلا إذا ماتوا
وتعلقوا متل التحف
متل القمر
عم ينخطف"
جنود الأمن الوطني, القادمين من غزة, الفقراء الذين يقيمون على علبة السردين في خندقهم مأدبة, الذين يدخنون "عمر" و "فريد" و "إمبريال" , الترابيون ذوي العيون المكسورة حين تمر عنهم صبايا الجامعة دون أدنى التفاتة,
المخلوقات التي ترتدي بذلات ترابية مهترئة, تشتري بمعاشاتها الشهرية دخانا وسردينا ورصاصا للكلاشنكوف, لأن القيادة لا تسمح لهم بإهدار أموال الدولة, ولأنهم يشتهون أن يقيموا وليمة شواء على لحم الميركافاة
****
ميري, مجددا, لا تزال عينا هذه البنت تحرقان داخلي
ميري , أراها فأسمع صوت أميمة الخليل: نامي نامي يا صغيرة
ميري تفتح حدقتيها عن آخرهما, جاء الملثمان, كمنا في "بيت جالا" تحت بيتها القريب من مشفى المدينة, والإحتلال على مسافة أمتار من المشفى , والمشفى على مسافة امتار من البيت, والملثمان المسلحان بالإم 16 يكمنان في انتظار الاحتلال الذي يختبئ في الدبابة
سكن الليل, والهدير, ووقف الموت في كحلية الفجر يتفرج على ميري ويعد خواتمه, والملثمان يغطيان ارتباكهما بالعض على هذيان ما قبل الموت, أحدهما كرر أكثر من مرة بيتا من "عبد الله الإرهابي :"عضلات الزند, جميع الرجف الحربي, وبيتان من العشق وسيف ومكارم"
يخرج الأبوين, وجورج الصغير إلى الملثمين, يقولان لهما: ديروا بالكوا, الدبابة قريبة, وثلاثتهما يأملان ألا تحدث المعركة تحت البيت حتى لا تتشظى حياة العائلة في معمعان الثورة التي تواجه الميركافاة ببندقيتي إم 16 ويناديان "ماري":
ميري, تخافيش حبيبتي
وميري المتجمدة, على أهبة الموت فجرا , تظن المسلحين جنودا اسرائيليين جاؤوا لذبحها
ميري, يجرها ’جورج‘ الصغير من يدها, فتنساق في صمت الحملان نحو درج المنزل, تستجمع روحها فتتحرك شفتاها الزرقاوان, تسأل أحدهما, إنتوا عرب متلنا عمو؟. تحاول رسم ابتسامة تتسول بها الإيجاب, تنهار ابتسامتها تحت هذا البرد
تنهار القصيدة, وينهار أحد الملثمين.. تغرورق عيناه بالدمع فينادي صاحبه, تعال, معركتنا هنا انتهت, فلنبحث عن مكان آخر نموت فيه
****
هل قلت أنه لا "أحمد" في بيت لحم؟
حسنا أنا مخطئ
هنالك أحمد السمور, الذي أفرغ مخزن الرصاص في بطن الدبابة من أحد الأزقة وانطلق لا يلوي على شيء, وحين حاصره الموت من كل جانب دق على باب أحد البيوت فسمع بكاء طفل, كل هذا وماسورة الموت تستدير نحوه, تضعه على صليب المهداف, في مدينة يسوع, والطفل يبكي في الليل, والليل ينتحب على هذه الهزيمة التي لا تندلق على المدينة مرة واحدة كالمطر كي "نخلص "
شد يا أحمد زندك
فالأعالي تشتهيك
تعشق بندك
ما هو العالم بعدك
هذه الحواكير تسعى إليكا
نشأت تحت يديكا
فأثرها
وأدرها
وليكُ اللاحدّ حدّك
وسّع الدنيا إذا شئت
وإن شئت اختصرها
جُمّع التاريخ عندك
ماسورة الدبابة تستدير, وأحمد السمور يدق الباب الآن بكلتا يديه,
الطفل الآن يبكي, والصوت يمر من شق تحت الباب نحو قلب الرجل ذي البندقية الخاوية
والماسورة تستدير
, "وأحمد من هنا يصعد
كي يرى حيفا"
صوت الأم تستجدي الغريب ألا يرشق دمه على باب منزلها, وقرب الباب خروبة يكاد قلبها يسقط في عمق هذا الليل
"كل هذا الليل لي !"
يستدير أحمد
يدرك أن هذا الموت يليق بالفجر الكحلي, يستدير, ويواجه الدبابة
"وشوهد يهوي
إلى باطن الأرض
لكنه, مغرم بالوصول"
****
أميمة الخليل تغني: عصفور طل من الشباك, والسيجارة تنتحر على شفتيه, يقترب من المدفأة اكثر, يود لو يخبئها في ضلوعه, ينظر من النافذة المتصالبة مع ضوء القمر, لا غيوم في السماء
صوت القصف يقتلع رموش الأطفال ويتجشأ أحلامهم في مدى الخوف الذي ينتشر فراغا يحبل بالاحتمالات في الغرف المظلمة, والراديو ينظم دقات قلوب الساكنين المختبئين تحت الأغطية الصوفية
ينظر من النافذة, دبابات الاحتلال تجاوزت منزله وصارت الآن على مداخل المدينة القديمة, كنيسة المهد وحارة السريان والسوق القديم, معقل المقاومة, هناك قرر مناضلو الجهاد الإسلامي القتال كربلائيا, حتى آخر اختلاجة في القلب,
توغل الدبابات في عمق شريانه فيتوقف القلب عن الوجيب
دقت الساعة التي في الراديو, ارتجف القمر وقالت المذيعة : إنتصف ليل فلسطين!
****
هذا الفجر مديد كالنحيب !
****
"فليكن,
لا بد لي أن أرفض الموت"
والموت يحاصر صوت مارسيل خليفة, وفي ليالي القصف السعيدة, الليالي التي سيتذكرها من يعيش, سترتبط الذكرى بصوت الشيخ إمام ومارسيل وأميمة الخليل وفيروز, هذا, عربيا, هو الإسهام الأعظم في جعل موتنا أقل إيلاما
"لنا, خلف هذا المدى, إخوة يحبوننا"
****
المقتطفات الشعرية في النصوص أعلاه لكل من أدونيس,عبيدو باشا, مظفر النواب, ومحمود درويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق