الأحد، أكتوبر 16، 2005

مفازة تخضرّ تحت المعطف الكابي


الصورة المرفقة


الصورة تصميم قديم ل"روعة"


هذا الرجل, ذو المعطف الكابي الطويل, والحدقتين الواسعتين كقلب, لو كان وطنا, لكانت جماهير دمه لا تتوقف, الآن, عن الانتفاض.
هذا الرجل, ذو الذقن الشائكة التي تشبه مفازة تملؤها شواهد قبور الشهداء, لو كان سهبا من قمح, لكان صوته الحريق الذي يتصاعد في كل الجسد, وكل الروح, والعروق المتوترة التي ما بينهما, تلك التي تضج بالأغنية-الهتاف.
هذا الرجل الذي يرتحل الآن نحو ركن قصي في الذاكرة, لا يأبه سوى للوطن المتروك في ركن الغبار, ينسى أن الوطن فيه أكبر, وأن الحلم من حلقه يخرج أشهى, واننا جميعا نموت, لولا صوته والأحلام, والرؤى التي تصطبغ بالعرق والنبيذ والدم.
هذا الرجل,الذي ُقدّ من سهر, ومن عشق, ومن إيفوريا تسكن اللحم الضامر. يسكن في الضمير, كحالة خضراء وحادّة, ترفع الرؤيا إلى أقصى مداها. وتوسع المدى حتى يصير بعرض الوطن والصباح معا.

هذا الرجل الذي تهاوى قلبه في الخندق المتقدم, الرجل المنذور للحلم والانتظار, انتظارنا نحن, يغنّينا , يغني انكساره أسئلة ملحنة ويشرعها في المسافة الحقيقية بيننا وبينه, هي ذات المسافة بين الإيمان والفعل, وهي ذات المسافة بين المتفرجين وبين من ينبثق دمهم من راحة الكف, فيضيء البريّة

وهبت عمري للأمل
ولاجاشي

أما أنت يا مقيم الصلاة, مش جاي عبالي أحكي معك اليوم

ليست هناك تعليقات: