السبت، سبتمبر 24، 2005

يا أخو الشليتة يا تاريخنا



يا أخو الشليتة يا تاريخنا

صارلي فترة محتار في مسألتين : دورانية التاريخ عند ابن خلدون, والإشاعات المغرضة اللي بتستهدف التقليل من شأن شعوب المنطقة, ثقافيا
كل يوم بتصحى هالشعوب من طيز الصبح, بتشرب شاي, بتطلع عالشغل, بتشتري الجريدة لتقرأها بالازدحامات المرورية, بتتدافش عالباصات, بتوصل عالشغل, بتقرأ الجرايد (وهالشي تأكيدا على إنو شعوبنا شعوب مثقفة) , بتتغدى بالشغل, بتكش الدبان (بالجرايد) وبعد كم ساعة بترجع على محطات الباصات, بتتدافش, مجددا, بتتبادل الجرايد بالانتظار واثناء الازدحامات المرورية, بترجع الجرايد لبعضها بس توصل لمحطاتها, بتوصل عالبيت وبترتمي قدام التلفزيون , بتفرش الجريدة وبتحط عليها صحن البيض المقلي والزيتون والخبز , بتنام الشعوب, بتتنايك الشعوب (عشان تجيب شعوب مستقبلية أكثر اهتماما بالشأن الثقافي وأكثر قدرة على المدافشة بالباصات) وبعدين بتبدا يوم جديد بعيون حمرا, وبريحة السكس الطالعة من شبابيك غرف النوم. وبريحة الحبر الطازج الطالع من جرايد طازجة بأخبار مكرورة وأسماء جثث جديدة ووزرا جداد ولجان تحقيق جديدة.
بعد كل هالشي, بتيجي مؤسسة غير حكومية مشبوهة بيديرها متلبرل أخو منيوكة وبيدعي إنو الشعوب بتعاني من الأمية
وبعد كل هالشي, بنسمع أصوات مأجورة بتنفي إن التاريخ عم يعيد نفسو
ولكوا, يا إخوات الشليتة, كيف التاريخ ما بدو يعيد نفسو, إذا النهار نفسو عم يعيد نفسو؟
يالله, ’نفسوا‘


ملاحظات على الهامش, ويعني: قبل ما تنفسوا

أولا: نسيت (ألله يلعن الشيطان) البحث في ظاهرة ’يوم الجمعة‘ الخارجة عن المألوف الأسبوعي, ولكن, وبعد التدقيق والتمحيص, اكتشفت ان يوم الجمعة بييجي تماما بعد ’ليلة الخميس‘ مما يعني أن الشعوب بتصحى متأخرة مع ملاحظة وجود علامات بتتراوح بين الأحمر والبنفسجي والأزرق على رقبتها, ثم أن صلاة الجمعة بتصادف يوم الجمعة , مما يعني أن شعوبنا بتتحمم, وبتطلع على الصلاة, (مجددا عبر المدافشة بالباصات) وبس تخلص الصلاة, بدها ترجع بذات الطريقة عشان تستنى صحن البيض المقلي والزيتون, مع إمكانية إضافة اللبنة, كصنف إحتفالي بهاليوم المتميز في حياة شعوبنا ومنطقتنا, ومن ثم بينام كل شعب على بطنو(يعني لحالو, لأنو تعبان من ليلة الخميس, -في حالات طارئة ونادرة بيضطر الشعب بهاليوم يلجأ للبوس كمخرج لتنفيس أزمة ممكن تكدر أجواء المصالحة الوطنية والتعايش الطائفي- ) وبيترقب بزوغ شمس أسبوع جديد حافل بكل ما هو ممتع ومثير وغرائبي, تماما زي الأسابيع اللي قبله.
ثانيا: راح عن بالي(يلعن أبو رب الشيطان) إدراج بند المسلسل المسائي على الجدول اليومي لأعمال شعوب المنطقة, بس بعد تفكير (عميق) اكتشفت ان هالظاهرة عم تنقرض بسبب انتشار الفضائيات, وبهيك حالة, بالإمكان الاستمتاع بمشاهدة عباس الأبيض وزيزينيا في أي ساعة من ساعات النهار بشرط معرفة أي المحطات تبث أي المسلسلات في أي الأوقات. على كل, إذا أصريتوا على إدراج هالقضية بجدول الأعمال, بالإمكان إدراج بند المسلسل اليومي قبل بند النياكة المسائية

والله من وراء القصد





مجاز:
لاحظتوا إنو أسلاك الكهربا اللي ورى الكمبيوتر بتتعقد لحالها؟
يعني, بنشتري كمبيوتر, مثلا, وعالأكيد بنشتريلو طاولة لونها بدو يكون بكل تأكيد بني أو بيج , وعالأكيد بدنا ندفس هالطاولة بحد شي حيط, لأنو عالأكيد (مجددا) إمك (أو مرتك إذا خانك الحظ) مستحيل تحطللك الكمبيوتر بنص الغرفة وتضل تكنس بقايا السجاير وبقع القهوة وفتافيت الخبز والبسكوت. من المحل الأكثر بروزا بالغرفة, لهيك, بتضطر تنفيك لشي حيطة منسية وبعيدة عن المركز, هالشي على الأغلب رح يوافق مزاجك لأنو إنت كمان محتاج للخصوصية أثناء تصفحك ’المعلومات‘ بالإنترنت

كنا نقول: الكمبيوتر (متلو متل الفلسطينية) بدو يكون ظهرو للحيط, مما يعني انو ما في حدا بيقدر يلعب بالأسلاك اللي وراه , وبالتالي مستحيل يقدر يعقدها
بعد شي شهر, بتتزايد قائمة أصدقاءك عالمسنجر, وبتتزايد ساعات قعودك عالكمبيوتر, وبعد بشوي, بتصير تشرب قهوتك هناك, وبتضطر تحط متكة للسجاير, وبخلال فترة بسيطة بتشعر بحاجة لسطل زبالة صغير عشان تكب فيه السجاير اللي تجمعت بالمتكة, وبخلال هاي الفترة رح تتعرف على شي صبية.. عفوا, على شي ’معلومات‘ تشارك هموم حياتك الإفتراضية, وبعد شي شهر بتكتشف إنك مش قادر تعيش حياتك من غيرها, فبتعترفلها إنك بتحبها وبتصير كل شوي تحطلها آيكون الوردة بالمسنجر. .. بالمحصلة النهائية, بتكتشف إنو المنطقة صارت كتير وسخة وصار لازم تتنضف
كنا بنقول: الطاولة..

بتيجي إمك (أو ’إمك بالرضاعة‘ - إذا خانك الحظ) بدها تعمل تكنيس للمنطقة, فبتضطر تحرك طاولة الكمبيوتر, وبالتالي: بتضطر حضرتك تساعدها
هون, بهاي اللحظة تماما, إنت بدك تندهش, لأنو بدك تتساءل : العمش, ولكوا كيف تعقدت الأسلاك كل هالقد؟؟ يعني مش معقول .

وبحكم إنو إمك (أو شريكة حياتك إذا خانك الحظ) موجودة معك بالغرفة, فرح تضطر تكتفي بالإندهاش, ورح تكبت رغبتك بالكسكسة لأخت أسلاك الكهربا

بهاي اللحظة بالذات, بيتغلب اضطراب المشاعر فيك على التساؤل الحقيقي والمنطقي "شو اللي عقد اسلاك الكمبيوتر بالرغم إنو ما في حدا حرك طاولة الكمبيوتر قبل هيك" . هالإضطراب بالمشاعر, مضافا إلى رغبتك الشديدة بإنجاز عملية التطهير بأسرع وقت ممكن لأنو صاحبتك بتستناك على المسنجر (في حالة إذا كانت اللي عم تنضف الغرفة هي مرتك, بدها تكون صاحبتك داخلة على المسنجر تحت مسمى ’أبو السباع‘ أو ’باطل‘ أو ’المعلومات‘ بهدف التشويش على رادارات المدام)
بنرجع وبنقول, بتنسى, قضية تشابك الأسلاك

بتتوكل على ألله, بتعيد ترتيب الأسلاك, وبس تنتهي عملية التنضيف, بترجع الطاولة بانتظار دورة التنظيف القادمة

بعد شي شهر, بتتكرر ذات القصة, مرتك(إمك, مش مهم) بتحرك الطاولة, وبتكتشف مجددا إنو هالأسلاك مشربكة مجددا, وطبعا إنت بحكم الاعتياد بتفقد دهشتك, فبتضطر, ميكانيكيا, انو تعيد ترتيب هالاسلاك, ترجع الطاولة حد الحيط, تفوت عالمسنجر, وتبعت آيكون وردة للـ’معلومات‘.


أنا, بحكم إني عانس إنترنتيا, ما فقدت اهتمامي بالأسلاك , باختصار: اكتشفت إنو ظاهرة تشربك أسلاك الكمبيوتر هي لازمة فيزيائية لهالأسلاك, تماما مثل ما البلل لازمة فيزيائية للمي , والملوحةصفة للملح : التعقيد والشربكة صفة "سائدة" و "لا متنحية" بأسلاك الكمبيوتر



إحتجاج
بيقولوا إن 99% من خيوط الحل في المنطقة بإيدين الأميركان, هالعبارة كتير منسمعها, وأنا ما بحتج على فحواها بحكم إنو راسي مش فاضي لمناقشة الثانويات, أنا بحتج على التوصيف. وبقترح على الأحزاب والجمعيات والفضائيات ودوائر صنع القرار ووزارات الإعلام العربية استخدام مجاز فيزيائي بديل عن قصة الخيوط هاي..

ليش ما نقول, مثلا : 99% من أسلاك كمبيوتر المنطقة بإيدين الأميركان, إذا كنا ليبراليين, أو فاقدين الأمل
؟
أو 99% من أسلاك كمبيوتر المنطقة بإيدين المقاومة والجماهير, إذا كنا يساريين
؟
وفي حالة كنا مسلمين, فما في بديل عن التقرير: 100% من هالأسلاك, مضافا إليها الكيبورد, والسي بي يو, والشاشة, وحتى مزود الانترنت بإيدين ألله اللي واعدنا بشي 77 معلومة بتسطل سطل
.


هناك تعليقان (2):

linalone يقول...

I join Basma in her comment. It has been a great pleasure for me to visit your blog, that i know since only 2 or 3 days. It's very interesting!

واحد إفتراضي يقول...

بسمة
يكفي أن تتعاملي مع "الافتراضي" كما أراد: هو مجرد واحد, وافتراضي, يتنصل من الذاكرة كي يتسع أفقه سنتمترا مربعا آخر.
ليس الأمر هروبا بقدر ما هو وقوف على صخرة أعلى: بعيدا عن الافتراضات المسبقة التي ترافق الكتابة بالنظر إلى هوية كاتبها.
هذا الأمر "ذبح على الهوية" بكل ما يحتمل المجاز من معنى.
أنظري إلى هذه الزاوية, لا أحد يكتب فيها تعليقا بالاتكاء على معرفة مسبقة, لذا فإن التعليقات (التي لم تتجاوز أصابع اليد) هي تعليقات صادقة وموضوعية

lina..
thank you, though I can't say the same about your blog; see, my french is not there there
مش غاد غاد

ahmet ..
You might like this: http://guevara02.deviantart.com

(that's ME , translated to English and colors)

russo
you really "want to me" ??
talk to baba first :)